محلل سياسي سوداني يكشف لـ”نيوز رووم” أن الوقائع على الأرض تروي قصة مغايرة

بعد إعلان الخرطوم عاصمة خالية من قوات الدعم السريع.

محلل سياسي سوداني يكشف لـ”نيوز رووم” أن الوقائع على الأرض تروي قصة مغايرة
محلل سياسي سوداني يكشف لـ”نيوز رووم” أن الوقائع على الأرض تروي قصة مغايرة

بين ضجيج التصريحات الرسمية وصمت الواقع الميداني، تغرق العاصمة السودانية في ضباب كثيف من الغموض والدماء، حيث تعلن القوات المسلحة “تطهيرًا كاملًا” من عناصر، فيما تتردد أصداء الاشتباكات في جنوب، وتواصل الطائرات المسيرة رسم مشهد الحرب من سماء تئن بالقصف والدمار.

تصريح رسمي: “تطهير كامل للخرطوم من قوات الدعم السريع”

أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، في تصريح لوسائل الإعلام، أن ولاية الخرطوم أصبحت خالية تمامًا من وجود قوات الدعم السريع، مؤكدًا نجاح الجيش في “تطهير” العاصمة من التمركزات المسلحة للخصم، وعودة السيطرة الكاملة للمؤسسات العسكرية والأمنية.

الواقع الميداني يناقض التصريحات.

وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أسامة عبد الماجد بوب، لـ”نيوز رووم”، إنه رغم هذا الإعلان الرسمي، فإن الوقائع على الأرض تروي قصة مختلفة، فقد شهدت منطقة جنوب أم درمان، وتحديدًا صالحة، اشتباكات مسلحة متفرقة، ما يشير إلى استمرار التوترات العسكرية ووجود جيوب مقاومة لقوات الدعم السريع، رغم تأكيدات انسحابها المعلن منذ فبراير الماضي.

تحول في نمط الحرب.

وأضاف أنه منذ فبراير، وبعد تراجع قوات الدعم السريع من العاصمة، تحولت طبيعة الحرب إلى حرب المسيرات والطائرات المسيرة، حيث أصبح القصف الجوي والاستهداف عن بعد هو السائد، وأكد أن ذلك أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية داخل الخرطوم وعدد من المدن الأخرى، مع استمرار انقطاع الكهرباء وغرق مناطق كاملة في الظلام الدامس، لا تزال الأوضاع الإنسانية تتدهور بوتيرة مقلقة.

الخسائر البشرية تتصاعد.

وقال إن مناطق مثل الفاشر ونيالا وعدد من قرى كردفان ومنطقة صالحة شهدت ارتفاعًا مستمرًا في أعداد الضحايا المدنيين، وسط تردي الخدمات وغياب تام للأمن.

الأمن المفقود لا يستعاد بالقوة فقط.

وأضاف أنه في الوقت الذي تتباين فيه التصريحات والوقائع، تبقى الحقيقة الأهم أن السودانيين يحتاجون اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى حل سياسي شامل ينهي دوامة العنف، ويعيد للوطن استقراره وللمواطن أمنه المفقود.

وكان قد أعلن الجيش السوداني، عن اكتمال تطهير ولاية الخرطوم من أي وجود لعناصر قوات الدعم السريع، وحقق الجيش السوداني تقدمًا نوعيًا في عملياته العسكرية لاستعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم من قبضة قوات الدعم السريع، في تطور وصفته مصادر ميدانية بـ”الاستراتيجي والمفصلي”.

ودارت معارك ضارية في جنوب مدينة أم درمان، خاصة في منطقة “الصالحة”، حيث تصاعدت أعمدة الدخان نتيجة الاشتباكات الكثيفة، التي أفضت إلى دخول الجيش إلى المنطقة عبر خطة محكمة مكنته من فرض السيطرة عليها.

وجاء في بيان لمكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية أن “قوات الجيش بكل مكوناتها تواصل أداء واجبها في قتال قوات الدعم السريع ومن سماهم أعوانها وداعميها من “قوى الشر المحلية والإقليمية والدولية”، لافتًا إلى أن الجيش يحقق الانتصارات يومًا بعد يوم.

وأكد مصدر عسكري سوداني أن “مليشيا الدعم السريع تقصف السلاح الطبي بأم درمان” عقب تأكيد مصادر ميدانية أن الجيش تمكن من السيطرة على أسلحة وذخائر في حي الصالحة جنوب أم درمان غربي الخرطوم.

وأوضحت المصادر أن قوات الدعم السريع شنت قصفًا بالمسيّرات على حي ود نوباوي الواقع تحت سيطرة الجيش، في حين أعلن الجيش أنه قصف بالمدفعية الثقيلة ما تبقى من مواقع الدعم في حي الصالحة بأم درمان.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربًا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

وبوتيرة متسارعة منذ أسابيع بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش الذي تمددت انتصاراته في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي ومقار الوزارات بمحيطه والمطار ومقار أمنية وعسكرية.