البابا تواضروس يستقبل خدام الكنائس الأمريكية

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة مجموعة من شباب كنيسة القيامة المجيدة والقديس مار مرقس الرسول بشيكاغو، بالولايات المتحدة الأمريكية، الذين وصلوا إلى مصر الأسبوع الماضي برفقة الأب القس جورج قلدس كاهن الكنيسة، وذلك لتقديم خدمات تعليمية وتوعوية في عدد من الكنائس بمناطق متنوعة.

البابا تواضروس يستقبل خدام الكنائس الأمريكية
البابا تواضروس يستقبل خدام الكنائس الأمريكية

 الزيارة تهدف لتقديم خدمات تعليمية في الكنائس.

وأعرب قداسته عن سعادته بحماس الشباب واستعدادهم للخدمة، كما حرص على التعرف على توقعاتهم بشأن الخدمات التي سيقدمونها، بالإضافة إلى انطباعاتهم عن الأماكن الأثرية والمعالم الكنسية التي زاروها حتى الآن، وفي الختام أهداهم بعض الهدايا التذكارية وباسبور مكتب HIGH.

يُذكر أن هذه الزيارة الخدمية تمت بالتنسيق بين إيبارشية جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية ومكتب “HIGH” المختص بالتواصل بين إيبارشيات الكنيسة القبطية في الخارج والمناطق الأكثر احتياجًا للخدمة في الإيبارشيات بمصر، وهو المكتب الذي صدر به قرار من المجمع المقدس في جلسته المنعقدة في مارس ٢٠٢٤، ويحمل المكتب اسم “HIGH” اختصارًا لعبارة
.(Hands in God’s Hand).

كما استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة أمس الخميس، وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، الذي كان يرافقه وفد من شباب منحة الزعيم جمال عبد الناصر في نسختها الخامسة، والتي تضم مشاركين من مختلف دول العالم.

 البابا يؤكد أن مصر كانت ولا تزال منبعًا للعلم والدين والتنوع.

رحب قداسة البابا بضيوف مصر، مشيدًا بروح الشباب والتنوع الثقافي الذي يعكسه الوفد، وحرص على تقديم نبذة شاملة عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعرق كنائس الشرق، التي أسسها القديس مار مرقس في القرن الأول الميلادي، والتي لا تزال محافظة على رسالتها الروحية والوطنية حتى اليوم، تحت قيادة قداسته باعتباره البابا رقم ١١٨ في تسلسل البطاركة.

وتناول قداسته في كلمته البعد الجغرافي والثقافي لمصر، مشيرًا إلى خصوصية موقعها بين ثلاث قارات، وتاريخها الغني بسبع حضارات، مؤكدًا أن مصر كانت ولا تزال منبعًا للعلم والدين والتنوع.

واستعرض قداسته دور الكنيسة في حفظ الهوية المصرية، مبينًا أن الكنيسة القبطية ساهمت في نشر المسيحية في أفريقيا، وأسست أول مدرسة لاهوتية في الإسكندرية، كما قدمت الرهبنة للعالم من خلال القديس الأنبا أنطونيوس، أول راهب في التاريخ.

وشدد قداسة البابا على أن الكنيسة القبطية ليست فقط مؤسسة روحية، بل أيضًا ركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصري، حيث تقوم بدور وطني وإنساني يخدم الجميع دون تفرقة، وتساهم بفاعلية في مشاريع التنمية المجتمعية داخل مصر وخارجها، سواء من خلال مدارس أو مستشفيات أو برامج اجتماعية.

وفي تفاعله مع الشباب، ركز قداسته على أهمية بناء الإنسان المتكامل من خلال “العقل، والقلب، واليد”، داعيًا الشباب إلى القراءة والسفر والانفتاح على الثقافات لتكوين شخصية متوازنة قادرة على خدمة المجتمع.

وأكد قداسة البابا أن المحبة هي الحاجة الأساسية لكل إنسان، وهي تحصنه من الكراهية والانقسام، وقال: “المحبة لا تسقط أبدًا”، مشددًا على ضرورة الانفتاح على الآخر واحترام التعدد، ومشيدًا بما تقوم به الكنيسة في تعزيز الحوار والتعاون بين الأديان والثقافات، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الأجيال الجديدة، وعلى رأسها الإلحاد، والأخلاقيات المنحرفة، والمعلومات المغلوطة على منصات التواصل، مؤكدًا أن التمسك بالقيم الروحية والتعليم السليم هو السبيل لمواجهة تلك التحديات

وفي ختام اللقاء، أعرب الشباب عن امتنانهم لما لمسوه من حكمة ومحبة لدى قداسة البابا، وأشادوا بجهود الكنيسة في دعم السلام والحوار وخدمة المجتمعات داخل مصر وخارجها.