صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، أن الهجوم الجوي الروسي المكثف الذي استهدف الأراضي الأوكرانية ليلاً باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية يُعتبر دليلاً جديدًا على أن موسكو تعرقل جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة لأكثر من عامين.

اقرأ كمان: قصف الاحتلال الإسرائيلي لمناطق متنوعة غرب قطاع غزة بالفيديو
وكتب زيلينسكي في منشور عبر تطبيق “تيليجرام”: “لقد كانت ليلة عصيبة على أوكرانيا بأكملها”، مضيفًا أن “مع كل هجوم من هذا القبيل، يُدرك العالم بشكل أوضح أن موسكو هي الطرف المسؤول عن إطالة أمد هذه الحرب”
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن “السبيل الوحيد لإجبار روسيا على القبول بوقف إطلاق النار هو فرض عقوبات إضافية على قطاعات حيوية من اقتصادها”، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات أكثر حزمًا في هذا الاتجاه.
زيلينسكي: الهجوم الروسي
شوف كمان: حلم ترامب يتعثر في بناء “القبة الذهبية” بدون كندا
زيلينسكي: الهجوم الروسي
في ظل التطورات العسكرية الأخيرة، أفادت مصادر أوكرانية بأن القوات الروسية أعادت تموضعها قرب الحدود مع مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، بعد أن تمكنت من السيطرة على منطقة كورسك الروسية التي كانت القوات الأوكرانية قد توغلت في أجزاء منها لعدة أشهر.
وبحسب تقديرات عسكرية، فإن ما يقرب من 50 ألف جندي روسي يتمركزون حاليًا على الجانب الروسي من الحدود، في منطقة يُعتقد أنها تشكل نقطة انطلاق لهجوم كبير محتمل، ويرى بعض المحللين أن روسيا تمتلك “نافذة زمنية” لا تتجاوز أربعة أشهر لاختراق الدفاعات الأوكرانية قبل أن تبدأ الظروف في التغير، خاصة مع التراجع التدريجي في مخزونات الأسلحة السوفيتية القديمة التي تعتمد عليها موسكو.
وفي هذا السياق، صرح أندريه بومهايبوس، رئيس أركان اللواء العملياتي الثالث عشر في الجيش الأوكراني، أن “العدو يحاول دفع وحداته إلى خطوط التماس والقيام بمحاولات هجومية متفرقة”، مشيرًا إلى أن هذه المحاولات لم تحقق نجاحًا يُذكر حتى الآن.
لكنه حذر في الوقت ذاته من أن هناك “مؤشرات واضحة على استعدادات روسية لعمليات هجومية نشطة”، مما يعزز المخاوف من تصعيد قادم على جبهة خاركيف.
زيلينسكي: الهجوم الروسي
وحدات النخبة ضمن القوات المتجمعة
من جانبه، أوضح المحلل العسكري في قناة “سكاي نيوز”، البروفيسور مايكل كلارك، أن إعادة تجميع القوات الروسية قرب خاركيف تأتي في أعقاب العملية العسكرية التي قامت بها موسكو لاستعادة السيطرة على جيب كورسك، مشيرًا إلى أن بعض من أكثر الوحدات الروسية خبرة، مثل وحدة النخبة المحمولة جوًا المعروفة باسم VDV، قد شاركت في تلك الحملة، وربما لا تزال متمركزة في المنطقة الحدودية.
وأضاف كلارك: “السؤال المطروح الآن هو: هل ستواصل روسيا التقدم انطلاقًا من كورسك نحو خاركيف؟” وتابع موضحًا: “إذا أبقت موسكو وحدات النخبة هذه في مواقعها قرب الحدود، فإن ذلك قد يشير إلى نية واضحة لشن عملية هجومية جديدة، أما إذا أُعيد نشر هذه القوات إلى محيط مدينة بوكروفسك في إقليم دونيتسك، فذلك يعني على الأرجح أن موسكو لا تعتزم تنفيذ هجوم استراتيجي كبير على خاركيف في الوقت الراهن”
وفي ظل هذه المؤشرات الميدانية المتصاعدة، يراقب المراقبون والمحللون عن كثب تطورات المشهد العسكري في شمال شرق أوكرانيا، حيث يُحتمل أن تشهد تلك الجبهة تصعيدًا جديدًا خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، في ظل استمرار الجمود على جبهات القتال الأخرى، وغياب أي تقدم حقيقي على صعيد المحادثات السياسية.