من هو ديفيد زيني، رئيس الشاباك الجديد، الذي يعود أصله إلى الجزائر ولديه 11 طفلًا؟

عُين ديفيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، وهو ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي يحمل رتبة لواء ويشغل حاليًا منصب رئيس قيادة التدريب والعقيدة وقائد هيئة الأركان العامة، وقد تقلد خلال مسيرته العسكرية العديد من المناصب القيادية البارزة، من بينها قائد وحدة ملاخ، وقائد دورة قادة السرايا والكتائب، وقائد تشكيل عيدان، بالإضافة إلى تأسيسه لواء “عوز” وكان أول من قاده، كما قاد مركز تدريب النيران في ملاخ، ولواء ألكسندروني، ووحدة “إيجوز” الخاصة.

من هو ديفيد زيني، رئيس الشاباك الجديد، الذي يعود أصله إلى الجزائر ولديه 11 طفلًا؟
من هو ديفيد زيني، رئيس الشاباك الجديد، الذي يعود أصله إلى الجزائر ولديه 11 طفلًا؟

ديفيد زيني.. أصوله جزائرية ولديه 11 طفلًا

وُلد زيني في مدينة القدس وترعرع في مدينة أشدود، وينتمي إلى عائلة متدينة حيث كان والده الحاخام يوسف زيني ووالدته بنينا زيني، وقد شغل والده لاحقًا منصب الحاخام المسؤول عن المنطقة “د” في أشدود، ويُعتبر زيني الابن البكر لعائلة مكونة من عشرة أبناء، وعمه هو الحاخام الدكتور إلياهو رحاميم زيني، وجده الحاخام مائير زيني، وتلقى تعليمه الديني في مؤسسات يهودية مرموقة مثل “موراشا تلمود توراة”، ومدرسة “هيسبين يشيفا” الثانوية، و”شافي حبرون يشيفا”، وأكاديمية “كيشت يهودا” التمهيدية العسكرية.

ديفيد زيني.. أصوله جزائرية ولديه 11 طفلًا

يقيم زيني حاليًا في موشاف “كيشيت” في مرتفعات الجولان، وهو متزوج من نعومي وأب لأسرة كبيرة مكونة من أحد عشر طفلًا، ويحمل درجة البكالوريوس في التربية، ودرجة الماجستير في الأمن القومي والإدارة العامة من كلية الدفاع الوطني، ووالده هو الحاخام الدكتور إلياهو رحاميم زيني، وهو حاخام ديني وطني ورئيس معهد “أور يشوع” الديني الذي أسسه في حيفا عام 2001، وشغل سابقًا منصب حاخام معهد التخنيون، ومحاضرًا في كلية الرياضيات وقسم الدراسات الإنسانية والفنون.

وُلد زيني الابن الأكبر لراشيل والحاخام مئير زيني، حاخام طاهرات الجزائر، وتنحدر عائلة زيني من سلالة الحاخام يوسف يوسف من مدينة جيان شمال شرق الأندلس في إسبانيا، وهو طالب في الريف.

مسيرة ديفيد زيني العسكرية

التحق زيني بالجيش الإسرائيلي عام 1992، متطوعًا في وحدة “سييرت متكال” النخبوية، وبعد إنهاء تدريبه الأساسي ضمن لواء المظليين، أكمل الدورة القتالية الخاصة بالوحدة وخدم في سرية العمليات لمدة عام، ثم انتقل بعد اجتيازه دورة ضباط المشاة إلى لواء “جولاني”، حيث بدأ كقائد فصيلة في الكتيبة الثانية عشرة، ثم تولى قيادة السرية الثالثة “رأس الحربة” في نفس الكتيبة وقادها خلال المعارك في جنوب لبنان.

كما تولى لاحقًا قيادة السرية “أ” في وحدة “إيجوز”، وخلال عملية “الدرع الواقي” كان في إجازة دراسية ولكنه قطع دراسته وعاد إلى الخدمة الفعلية حتى نهاية العملية، بعد ذلك عُيّن نائبًا لقائد الكتيبة 51، وتولى لاحقًا قيادة دورة التدريب المتقدم في قاعدة تدريب لواء غولاني، وفي حرب لبنان الثانية شغل منصب قائد مركز القيادة العملياتية في لواء جولاني.

في عام 2006، رُقي زيني إلى رتبة مقدم وتولى قيادة الكتيبة 51 حتى عام 2008، وخلال فترة خدمته تعامل مع تمرّد داخل الكتيبة بعد أن ألغى ممارسات تمييزية بين المجندين الجدد والمحاربين القدامى، وفي عام 2007 قاد الكتيبة في سلسلة من العمليات القتالية في قطاع غزة استمرت حتى فبراير 2008، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين وتدمير البنى التحتية المسلحة والعثور على مخابئ للأسلحة، ونظير هذا الأداء القتالي الاستثنائي منح قائد القيادة الجنوبية يوآف غالانت وسام الاستحقاق للوحدة في أبريل 2008.

في عام 2008، عُين قائدًا لوحدة “إيجوز” وقادها خلال عملية “الرصاص المصبوب”، وبعد إنهائه مهامه التحق بمسار دراسي متقدم عام 2010، ثم رُقي إلى رتبة عقيد عام 2011 وتولى قيادة لواء ألكسندروني، كما عمل رئيسًا لأحد الفِرَق في دورة قادة السرايا والكتائب.

في عام 2013 تولى قيادة مركز تدريب النيران في ملاخ، وخلال عملية “الجرف الصامد” وبسبب إصابة قائد لواء غولاني غسان عليان، كُلّف زيني بقيادة اللواء مؤقتًا وقاده في معركة الشجاعية شرق غزة حتى استكمال مهامه في عام 2014.

من عام 2014 حتى 2015، شغل زيني منصب ضابط العمليات في القيادة المركزية، وفي يوليو 2015 أُوكلت إليه مهمة تأسيس لواء “عوز”، حيث تولى قيادته منذ 27 ديسمبر من نفس العام حتى 17 أغسطس 2017، ثم التحق بكلية الدفاع الوطني ضمن الدورة الخامسة والأربعين (2017-2018).

في 29 يناير 2018، تمت ترقيته إلى رتبة عميد، وبعد يومين تسلم قيادة تشكيل “عيدان”، وواصل في الوقت ذاته الإشراف على دورة قادة السرايا والكتائب بين عامي 2019 و2020، وفي سبتمبر 2020 أنهى مهامه كقائد لتشكيل عيدان، وفي يونيو 2020 عُيّن قائدًا لوحدة “ملاح” وبقي في هذا المنصب حتى أكتوبر 2022.

في الأول من يونيو 2023، رُقي زيني إلى رتبة لواء، وفي الخامس من يوليو تولى منصب قائد قيادة التدريب والعقيدة وقائد هيئة الأركان العامة، وعند اندلاع الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر 2023، تحرك زيني من منزله في مرتفعات الجولان باتجاه الجنوب وشارك في القتال ميدانيًا حيث واجه الخلايا المسلحة التي تسللت من غزة إلى منطقة كيبوتس مفلاسم وشارك في معركة مفلاسم.

ديفيد زيني.. أصوله جزائرية ولديه 11 طفلًا

عملية “السيوف الحديدية”

أثناء عملية “السيوف الحديدية”، كُشف أن زيني كان قد أعدّ في مايو 2023 وثيقة سرية استنادًا إلى مراجعة موسعة أجراها بشأن نشاطات الجيش على طول السياج الحدودي مع قطاع غزة، شملت توصيات للتعامل مع سيناريوهات تسلل في ظل غياب المعلومات الاستخباراتية، بطلب من قائد فرقة غزة العميد آفي روزنفيلد، واختتم الوثيقة بملاحظات نقدية حول “المفهوم” الذي تطور حول فعالية السياج الأمني.

وفي خضم الحرب وبعد استقالة رئيس الشاباك رونين بار، طُرح اسم زيني كمرشح بارز لخلافته، بل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى معه مقابلة شخصية لبحث تعيينه، كما شارك زيني في مبادرة لتأسيس لواء حريدي جديد ضمن الجيش بهدف دمج المتدينين المتشددين دون المساس بقيمهم، بالتنسيق مع الحاخامات حيث التقى الحاخام دافيد ليبل في بني براك، لكنه تعرض لهجوم من قبل متطرفين عند مغادرته الاجتماع.

وفي 22 مايو 2025، أعلن رئيس الوزراء نتنياهو تعيين ديفيد زيني رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام (الشاباك) خلفًا لرونين بار، رغم أن المحكمة العليا الإسرائيلية كانت قد أقرت أن إقالة بار المبكرة “غير قانونية”.