البابا تواضروس الثاني يشارك في الاحتفال باليوبيل الذهبي لكنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف

احتفل قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم السبت، بقداس السبت من الأسبوع الخامس من الخمسين المقدسة في كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف بمصر الجديدة، وذلك بمناسبة اليوبيل الذهبي لوضع حجر أساس الكنيسة الذي قام به مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في 29 مايو 1975.

البابا تواضروس الثاني يشارك في الاحتفال باليوبيل الذهبي لكنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف
البابا تواضروس الثاني يشارك في الاحتفال باليوبيل الذهبي لكنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف

وصل قداسته في الصباح إلى الكنيسة حيث استقبله الكهنة وأعضاء المجلس، وافتتح المناسبة بكشف الستار عن لوحة تذكارية تخليدًا لذكرى اليوبيل الذهبي، تلا ذلك دخول قداسة البابا وسط ترتيل خورس الشمامسة لألحان استقبال الأب البطريرك وألحان القيامة.

شارك في صلوات القداس تسعة من أحبار الكنيسة ووكيل عام البطريركية بالقاهرة.

عظة القداس

وفي عظة القداس، قال قداسة البابا: “نحتفل اليوم بتذكار مبارك وهو مرور خمسين عامًا على بداية تأسيسها، ووضع حجر الأساس بيد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، لتبدأ رحلة خدمة قوية شارك فيها الأحبار الأجلاء والآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة وكل الشعب”

وأشار قداسة البابا إلى أن إنجيل القداس المأخوذ من (يو ١٤: ١ – ١١) ينبهنا في الأسبوع الخامس من الخمسين المقدسة إلى أن المسيح هو الطريق: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ” (يو ١٤: ٦)

١- المسيح هو الطريق الحقيقي الذي يؤدي إلى الحياة، “لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ” (أع ٤: ١٢)
٢- المسيح هو طريق الإنسان الوحيد إلى السماء، كل فلسفات العالم تسعى للارتقاء بحياة الإنسان هنا على الأرض لكنها لا تقوده نحو السماء، أما المسيحية فتبدأ من السماء وتنتهي في السماء، “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ” (يو ٣: ١٦)
٣- بالمسيح يكون الخلاص من الخطية، التي تمثل مرض الروح، وهو مرض لا نشفى منه إلا بالمسيح

٤- المسيح هو من يقدم لنا الحياة الحقيقية، وليس الحياة الزائفة، فالعالم مليء بالزيف، أما في المسيح فتكون الحياة حقيقية وكاملة، لذا يطلب من الإنسان أن يعطيه قلبه (حياته) بالكامل “يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ” (أم ٢٣: ٢٦)

٥- المسيح يعطينا مكانًا في السماء: “أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا” (يو ١٤: ٢) لنحيا فيه معه وفي معية القديسين، وهو ما يجعلنا نفكر في مكاننا في السماء، ونصلي باستمرار في الصلاة الربانية “كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ” (لو ١١: ٢)

 

ونوه قداسة البابا إلى أن الكنيسة تهيئنا للسماء، فهي سفارة السماء على الأرض، من خلال نظام العبادة والطقس، مما يجعلنا دائمًا نجلس جميعًا متجهين نحو الشرق، وهو اتجاه مجيء المسيح.

أيقونات القديسين

وتضع لنا حامل الأيقونات بأيقونات القديسين الموجودة فيه، ويعتبر الصف الأول في الكنيسة، نراهم فنستمد التشجيع لنكمل جهادنا لنصل إلى السماء، ومن خلال المذبح ندخل بيت الله ونتناول من خبز الحياة في السماء، ومن خلال الصلوات التي ترتبها لنا الكنيسة سواء الجماعية أو الفردية في الأجبية والقداسات وكذلك العشيات والتسابيح والقراءات والألحان والمدائح والنهضات وغيرها.

وعلى هذا، فإننا عندما نبني كنيسة جديدة، فإننا نعد الإنسان للحياة في السماء وكذلك نعده للحياة الأمنية على الأرض ليصبح مواطنًا صالحًا في بلده.

واختتم قداسة البابا بالتهنئة باليوبيل الذهبي، مشيرًا إلى أن كنيسة العذراء بأرض الجولف تمثل منارة في وسط الكنائس القبطية التي تقدم خدمة لها رائحة المسيح.

بعد العظة، وقع قداسة البابا والآباء المطارنة والأساقفة وكهنة الكنيسة على وثيقة اليوبيل الذهبي.

في ختام القداس، وقع البابا والآباء المطارنة والأساقفة وكهنة الكنيسة على وثيقة اليوبيل الذهبي، ثم شهدوا احتفالية شاركت فيها فرق كورال الكنيسة بألحان وترانيم خاصة بالمناسبة.

وقدّم القمص أنجيلوس رشدي، أكبر كهنة الكنيسة، كلمة شكر ومحبة، وعُرض فيلم وثائقي بعنوان “الحصاد” يروي مسيرة الكنيسة منذ بداياتها عام 1965 حتى الآن، مع عرض للخدمات المجتمعية التي تقدمها الكنيسة داخل وخارج مقرها.

كما قدم آباء الكنيسة هدية لقداسة البابا عبارة عن مجموعة كتب قديمة جُمعت من شعب الكنيسة، لإضافتها إلى المكتبة البابوية، استجابة لدعوته للشعب القبطي.