أكد العميد رسول سنائيراد، نائب رئيس مكتب الفكر السياسي الإسلامي في القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن الولايات المتحدة لم تكن لتوافق على التفاوض مع إيران، لولا إدراكها أنها عاجزة عن تحقيق النصر من خلال القوة العسكرية، جاءت تصريحاته خلال كلمة ألقاها السبت في مراسم إحياء الذكرى السنوية لتحرير مدينة خرمشهر، حيث شدد على أن “صمود الشعب الإيراني خلال الحرب المفروضة على مدى ثماني سنوات، أظهر للولايات المتحدة أن الدخول في حرب مع إيران سيكون مكلفًا ومحفوفًا بالمخاطر”.

مواضيع مشابهة: اعتقال أحد كبار ضباط سجن صيدنايا في سوريا بعد عملية أمنية دقيقة
وأوضح أن “أمريكا لو كانت تعتقد بإمكانية الانتصار عسكريًا، لما جاءت إلى طاولة المفاوضات أصلًا”، معتبرًا أن الحسابات الأمريكية تغيّرت نتيجة تجربة المقاومة الإيرانية.
رسائل موجهة لأمريكا
الجنرال الإيراني اعتبر أن تحرير خرمشهر كان نقطة تحول استراتيجية في تاريخ المواجهة مع الغرب، حيث أظهرت إيران قدرتها على التصدي لقوة مدعومة من عدة دول، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وأضاف سنائيراد أن “الوقوف أمام مطالب أمريكا المبالغ فيها، يتطلب نفس الروح التي خاض بها الإيرانيون حربهم ضد النظام العراقي المدعوم من الغرب”، مشيرًا إلى أن ما تحقق من سيادة وطنية واستقلال عسكري هو نتيجة مباشرة لنهج المقاومة لا المهادنة.
كما دعا إلى الحفاظ على مكاسب البرنامج النووي الإيراني، واعتبارها جزءًا من السيادة الوطنية التي لا يجب التنازل عنها، مؤكدًا أن “كل ما تحقق جاء بفضل الدماء والدموع وليس عبر الجلوس إلى طاولات التنازل”.
مواضيع مشابهة: إيران تنفذ حكم الإعدام بحق 9 عناصر من تنظيم داعش المعتقلين في 2018
الدعوة لمواصلة المقاومة
شدد سنائيراد على أن مستقبل إيران السياسي والاقتصادي مرهون بقدرتها على الصمود والمقاومة، قائلاً: “كرامتنا اليوم ومصالحنا غدًا مرهونة بالتمسك بخيار المواجهة، مثلما حُفظ استقلالنا أثناء الحرب الظالمة”
وأكد أن الدروس المستخلصة من الحرب يجب أن تبقى حاضرة في مواجهة التحديات الدولية، ولا سيما في ظل استمرار العقوبات ومحاولات الضغط الغربية على إيران.
وختم بالقول إن الولايات المتحدة لا تزال تراهن على الحرب النفسية، لكنها تعلم أن استخدام القوة المباشرة ضد إيران ليس خيارًا مضمونًا، وهو ما يجعل طهران في موقع تفاوضي قوي يجب استثماره بحكمة وحزم.