دعوات في حزب العمال البريطاني للاعتراف بفلسطين قبل مؤتمر الأمم المتحدة

يواجه وزراء حزب العمال البريطاني ضغوطًا متزايدة من داخل الحزب وخارجه للاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، وذلك في وقت يقترب فيه موعد مؤتمر دولي في الأمم المتحدة حول حل الدولتين، المقرر عقده بين 17 و20 يونيو المقبل.

دعوات في حزب العمال البريطاني للاعتراف بفلسطين قبل مؤتمر الأمم المتحدة
دعوات في حزب العمال البريطاني للاعتراف بفلسطين قبل مؤتمر الأمم المتحدة

وأكد عدد من الشخصيات البارزة في الحزب أن هذه الخطوة ستعزز فرص السلام وتبرز “قيادة أخلاقية” لبريطانيا في ظل التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية.

“الرمزية مهمة”.. صوت اللوردات

أوضح اللورد ألف دوبس، عضو مجلس اللوردات وأحد الناجين من المحرقة، أن الاعتراف الرمزي بالدولة الفلسطينية سيمنح الفلسطينيين “الاحترام الذاتي الذي يحظى به من يملكون دولة”، حتى لو لم تؤدِّ هذه الخطوة إلى نتائج مباشرة على الأرض.

وأضاف: “الرموز مهمة، وإذا لم نتحرك الآن، فإننا نترك المجال لتكريس الاحتلال بدلًا من إنهائه”

ودعمه في ذلك الوزير السابق اللورد بيتر هاين، الذي أكد أن الاعتراف يجب أن يكون مقدمة للحل وليس نتاجًا له، محذرًا من أن التأخير يعزز شرعية الاحتلال ويجعل حل الدولتين بعيد المنال.

باريس والرياض تقودان المبادرة

خلال الاجتماع التمهيدي الأول للمؤتمر الأممي في نيويورك، دعت السعودية إلى اعتبار الاعتراف بدولة فلسطين شرطًا مسبقًا للسلام، وليس نتيجة له.

وأشارت وثيقة مفاهيمية أعدتها كل من فرنسا والسعودية، وهما رئيسا المؤتمر، إلى أن الهدف الطموح للاجتماع هو تنفيذ حل الدولتين “مرة واحدة وإلى الأبد”، وليس مجرد إعادة إطلاق عملية سلام جديدة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمح إلى استعداد باريس للاعتراف بفلسطين، بشرط أن يتم ذلك ضمن إطار أوسع في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل، بينما أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي وجود مشاورات مع فرنسا حول الاعتراف، لكنه شدد على ضرورة أن تكون هذه الخطوة ذات تأثير عملي وليست مجرد “إيماءات رمزية فارغة”.

ضغوط متصاعدة من داخل البرلمان

وقع 69 نائبًا وستة أعضاء في مجلس اللوردات، من بينهم وزراء حاليون في حكومة الظل، رسالة موجهة إلى رئيس الوزراء البريطاني، دعوه فيها إلى استغلال “فرصة فريدة” للاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدين أن ذلك سيمثل لحظة فارقة في دعم العدالة الدولية.

وقد نُسقت الرسالة من قبل “أصدقاء فلسطين في حزب العمال” برئاسة سارة أوين وأندرو بايكس، حيث طالبوا بإجراءات ملموسة تدعم حل الدولتين وتعكس القيم الدولية للحزب.