اندلعت حرائق هائلة، الأحد، في عدة مناطق من الجبل الأخضر شرق ليبيا، حيث كانت أبرز النقاط العويلية، ووادي الكوف، ومسة، وردامة، وغابة بوقراوة، وقد التهمت النيران مساحات واسعة من الغابات والمزارع، وفقًا لما أظهرته صور ومقاطع متداولة على منصات التواصل الاجتماعي.

ممكن يعجبك: طبيبة من غزة تفقد أطفالها التسعة جراء غارة إسرائيلية في خان يونس
تصاعدت أعمدة الدخان الكثيفة في سماء المنطقة، في ظل عجز فرق الدفاع المدني عن احتواء النيران حتى لحظة إعداد هذا الخبر، وذلك بسبب الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة.
الطقس يزيد الكارثة
ساهم ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب الرياح الجنوبية الجافة المعروفة محليًا باسم “القبلي”، في تسريع انتشار الحرائق وتفاقم الأزمة البيئية في المنطقة الجبلية الوعرة.
وحذّرت مؤسسة “رؤية” لعلوم الفضاء، في بيان رسمي، من أن سرعة الرياح قد تتجاوز 80 كم/س خلال الساعات المقبلة، مما قد يؤدي إلى اتساع نطاق الحرائق وتهديد المناطق السكنية القريبة.
ودعت المؤسسة المواطنين القاطنين في محيط الغابات والمرتفعات إلى مغادرة المواقع المهددة فورًا، والابتعاد عن بؤر النيران، مشيرة إلى أن المنطقة تمر بظروف مناخية “استثنائية وخطرة”.
غياب إمكانيات الإطفاء الجوي
ليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها منطقة وادي الكوف ومحيطها حرائق موسمية مدمّرة، إذ سبق أن تعرضت لغابات كثيفة الحرائق خلال الأعوام الماضية نتيجة عوامل طبيعية، وأحيانًا بسبب تدخل بشري غير مسؤول.
ويرى ناشطون بيئيون أن الكارثة تتفاقم نتيجة افتقار المنطقة إلى وسائل الإطفاء الجوية، مثل الطائرات المتخصصة أو أنظمة التبريد السريع، مما يُصعّب عمليات السيطرة على النيران ويترك الغابات عرضة للدمار الكامل.
أثر بيئي كارثي
تشير تقديرات أولية إلى أن الحرائق ألحقت أضرارًا جسيمة بالنظام البيئي المحلي، حيث التهمت النيران أنواعًا نادرة من الأشجار والنباتات المعمرة التي تُعد جزءًا من الغطاء النباتي الفريد للجبل الأخضر.
ممكن يعجبك: إيران تُعلن انتهاء الجولة الخامسة من المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة
ويحذر مختصون في البيئة من أن فقدان هذه المساحات الخضراء سيؤدي إلى تراجع التنوع البيولوجي وزيادة مخاطر التصحر والانجراف، خاصة في ظل غياب برامج إعادة التشجير والمراقبة المستمرة.
تقصير في البنية التحتية للاستجابة
أكد نشطاء من المجتمع المدني أن غياب التجهيزات اللازمة لمكافحة الحرائق الكبرى، مثل الطائرات المروحية والصهاريج المحمولة جوًا، قد ساهم في تفاقم الوضع.
كما أشاروا إلى أن ضعف التنسيق بين الجهات المحلية المعنية بالحماية المدنية والبيئة أدى إلى تأخر الاستجابة في الساعات الأولى من اندلاع النيران، مما سمح للنيران بالامتداد لمساحات أوسع.