انفجارات بالقرب من القاعدة البحرية في الحديدة تثير قلق الحوثيين وسط تساؤلات عن اختراق أمني
شهدت مدينة الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، انفجارات عنيفة ومتكررة قرب القاعدة البحرية العسكرية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، مما أثار حالة من الهلع بين السكان، وسط تكتّم الحوثيين حول تفاصيل الحادثة.

من نفس التصنيف: حلم ترامب يتعثر في بناء “القبة الذهبية” بدون كندا
سُمع الانفجار الأول في منطقة الكثيب، جنوب غرب ميناء الحديدة، أعقبه سلسلة من الانفجارات وتصاعد كثيف للدخان، دون وجود أي دلائل على تحليق طائرات حربية في أجواء المدينة.
شوف كمان: الحرس الثوري الإيراني يتعهد بالرد وعدم السكوت على أي عدوان
التفجيرات وقعت في مخازن أسلحة
ورجحت منصة “ديفانس لاين” المتخصصة في الشؤون الأمنية أن تكون هذه الانفجارات ناتجة عن تفجير مخازن أسلحة وذخائر تابعة للحوثيين داخل القاعدة البحرية، بما في ذلك صواريخ ومعدات بحرية تم تخزينها في أماكن محصّنة على الساحل الغربي.
في المقابل، ادعى ناشطون حوثيون أن الانفجارات تعود إلى “إتلاف مخلفات ومقذوفات العدوان”، لكن المصادر المحلية استبعدت ذلك بشدة، مشيرة إلى خطورة الموقع لقربه من الأحياء السكنية والتجارية.
يأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من انفجارات مشابهة شمال شرق العاصمة صنعاء داخل منشأة عسكرية سرّية، كانت تستخدم لتخزين ذخائر الدفاع الجوي والوقود الصلب لصناعة الصواريخ، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وخسائر كبيرة في الممتلكات.
فشل متكرر في تأمين المنشآت العسكرية
تعكس هذه الحوادث المتكررة عجز الحوثيين عن تأمين منشآتهم العسكرية الحساسة، خاصة في ظل تخزين الأسلحة وسط الأحياء السكنية والمرافق المدنية، ويرى مراقبون أن هذا الأمر يعكس استخفاف الجماعة بحياة المدنيين ومحاولتها إخفاء ترسانتها داخل المدن.
تساؤلات حول الجهات المنفذة
رغم عدم وجود تبنٍّ رسمي لأي جهة، فإن التوقيت والموقع الحسّاس للانفجارات يثير تكهنات حول احتمال تورط أطراف دولية في عمليات استخباراتية دقيقة تستهدف مخازن الأسلحة والقيادات الميدانية الحوثية، خاصة مع تصاعد التنسيق العسكري بين واشنطن وتل أبيب في البحر الأحمر.
تكثيف الضربات أم اختراق داخلي؟
في ظل التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الحوثيون على تفاصيل الانفجارات الأخيرة، يُرجح مراقبون أن تكون هذه الحوادث جزءًا من سلسلة عمليات نوعية تستهدف البنية التحتية العسكرية للجماعة، سواء عبر ضربات دقيقة لطائرات بدون طيار أو عمليات تسلل وتخريب داخلية تنفذها عناصر مخترقة.
وتزامن الحادث في الحديدة مع تحركات مكثفة للحوثيين في مناطق الساحل الغربي والبحر الأحمر، مما يثير التساؤلات حول حجم الترسانة التي تُخزنها الجماعة في تلك المنطقة، واحتمالية استهدافها من قبل أطراف إقليمية أو دولية.