قال هاني أبو الفتوح الخبير الاقتصادي، إن التنافس بين الهند وروسيا والصين على الاستثمار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ليس مجرد صراع عابر، بل هو سباق استراتيجي حول ممر مائي حيوي يربط بين آسيا وأوروبا، مما يجعل القناة نقطة انطلاق رئيسية للتجارة العالمية.

اقرأ كمان: رئيسا التنظيم والإدارة والطفولة يستعرضان آفاق التعاون المشترك
منافسة دولية
وأضاف في تصريح خاص لـ “نيوز رووم” أن هذه الدول تسعى جاهدة لجعل طرق تجارتها أكثر كفاءة من خلال تقليل الوقت والتكاليف، فعندما تقل الفترة التي تستغرقها البضائع للوصول إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية، ترتفع فرص المنافسة بشكل ملحوظ.
القناة والمشروع الصيني
وأشار إلى أن الصين تعتبر القناة جزءًا أساسيًا من مشروعها الطموح “الحزام والطريق” الذي يسعى لربط الصين بالعالم عبر شبكة متكاملة من الطرق البحرية والبرية، مما يعزز من دور القناة في حركة التجارة العالمية.
استثمار روسي
وأوضح أن روسيا تستهدف استخدام القناة لتسريع صادراتها من الطاقة والسلع إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا، مما يساعدها في تعزيز نفوذها في هذه الأسواق الاستراتيجية.
مقال له علاقة: استقرار سعر الدولار أمام الجنيه في بداية تعاملات 25 مايو 2025 رغم التراجع
استثمارات ضخمة
وأكد أن هذا التنافس يصب في مصلحة مصر، حيث تسعى كل دولة لتعزيز وجودها في المنطقة، مما يجعل مصر المستفيد الأكبر، فهناك فرص كبيرة لجذب استثمارات ضخمة لتطوير الموانئ والمناطق الصناعية والمخازن، بالإضافة إلى مشاريع التكنولوجيا المتقدمة.
توفير فرص عمل
وأشار إلى أن هذه التطورات ستوفر فرص عمل جديدة للمصريين، كما ستزيد من إيرادات قناة السويس نتيجة الارتفاع المتوقع في عدد السفن، بالإضافة إلى إمكانية استفادة مصر من الخبرات والتكنولوجيا المتطورة التي تمتلكها هذه الدول، مما يعزز من البنية التحتية ويطور القدرات المحلية.
خطوات تنمية استثمار القناة
وأوضح أنه لتحقيق أقصى استفادة لمصر، هناك عدة خطوات يجب اتباعها، أولًا: الاستمرار في تطوير البنية التحتية، خاصة في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، من خلال بناء طرق حديثة، وتوسيع الموانئ، وتحسين الخدمات، فهي عوامل ضرورية لجذب الاستثمارات.
ثانيًا: تسهيل إجراءات الاستثمار يعد أمرًا حيويًا، حيث يجب تقليل البيروقراطية وتقديم حوافز مشجعة للمستثمرين مثل الإعفاءات الضريبية والدعم الفني.
ثالثًا: بناء علاقات متوازنة مع الدول الثلاث، مثل التعاون مع الصين في مجالات البناء والمواصلات، ومع الهند في التكنولوجيا، ومع روسيا في قطاع الطاقة، ولضمان نجاح هذه الشراكات، يتطلب الأمر تدريب الشباب المصري على المهارات اللازمة، فالقوى العاملة المؤهلة هي عنصر أساسي في أي تقدم.
وأخيرًا: الحفاظ على توازن سياسي ودبلوماسي مع هذه القوى الكبرى سيمكن مصر من التعامل بمرونة واستغلال التنافس لصالحها، دون الانحياز لطرف على حساب الآخر.