في لحظة وُصفت بأنها من أغرب لحظات الوداع السياسي في أستراليا، أضفى النائب كايل ماكغين أجواءً غير تقليدية على برلمان ولاية أستراليا الغربية في آخر يوم له تحت قبته، حيث قام بحركة صادمة أثارت الدهشة والضحك في آن واحد.

ممكن يعجبك: تقدم في صفقة إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلية الروسية تسوركوف بعد عامين
وحسب صحيفة التلجراف، فقد أخرج ماكغين، خلال كلمته الختامية، عبوة مشروب كحولي وسكبها داخل حذائه ثم شربها أمام الحضور، مكررًا تقليدًا أستراليًا يعرف باسم “شووي” (Shoey)، والذي يُستخدم غالبًا في الاحتفالات والمواقف الاستثنائية.
“اعتياد على التوبيخ”.. رسالة للبرلمان
النائب الذي أعلن تقاعده عن تمثيل منطقة جولد فيلدز، وجه كلمة شكر لمؤيديه، ثم قال مبتسمًا: “لقد اعتدت على التوبيخ، فلننتهِ من هذا الأمر”، قبل أن ينفذ حركته الجريئة وسط ضحكات وتصفيق متقطع من أعضاء البرلمان
ورغم محاولات رئيسة المجلس التشريعي لاستعادة الانضباط، بدعوته للعودة إلى مقعده، لم تتمكن من إخماد حماسة الحاضرين وتعليقاتهم الطريفة على هذا المشهد الاستثنائي.
خلف الحركة.. رسالة رمزية
وفي تصريحات لاحقة، أوضح ماكغين أن هدفه من هذه الحركة الغريبة لم يكن فقط للفت الانتباه، بل لتوجيه رسالة رمزية مفادها أن “البرلمان ليس حكرًا على السياسيين فقط، بل هو مكان لأشخاص عاديين مثلنا”، مؤكدًا ارتباطه بالجمهور وقواعده الشعبية.
ويُعرف تقليد “شووي” في الثقافة الأسترالية كلحظة احتفال غير تقليدية يقوم فيها شخص بشرب مشروبه من حذائه، ويشتهر به رياضيون ومشاهير في المناسبات الخاصة.
مقال له علاقة: رئيس أركان الجيوش الفرنسية يثني على مساهمة مصر في تعزيز الأمن بالشرق الأوسط
ثقافة “الشووي”.. من الحلبات إلى البرلمانات
تقليد “Shoey” ليس جديدًا في أستراليا، بل يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الرياضيين والموسيقيين الأستراليين، وخاصة في رياضة الفورمولا 1، حيث اشتهر به السائق الأسترالي دانيال ريكاردو الذي قام به عدة مرات على منصة التتويج.
وغالبًا ما يُستخدم “الـشووي” للتعبير عن الفرح أو الانتصار أو لحظات التحدي، لكن رؤية هذا الطقس غير المألوف داخل قبة برلمانية، ومن أحد أعضاء المجلس التشريعي، يمثل تحولاً مدهشًا بين الرسمي والشعبي.
تفاعل شعبي واسع
مقطع الفيديو الذي وثّق لحظة “الـشووي البرلماني” انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدّر قوائم الترند في أستراليا، وسط تعليقات ساخرة وأخرى مشيدة بـ”عفوية النائب” وقدرته على كسر النمطية السياسية.
واعتبر البعض تصرف ماكغين رسالة غير تقليدية ضد البروتوكولات الجامدة، بينما رأى آخرون أنه يعكس حجم الثقة التي شعر بها النائب بعد سنوات من العمل البرلماني وخدمة مجتمعه.