باحث فيزياء يؤكد أن الحديث عن اقتراب ثوران بركاني هائل ليس له أسس علمية

أوضح أحمد سعيد، المتخصص في الفيزياء النظرية، أن الوضع البركاني قرب جزيرة كريت في البحر المتوسط لا يدعو للقلق رغم رصد نشاط زلزالي خفيف في المنطقة، وأشار إلى أن الأحاديث المتداولة حول اقتراب ثوران بركاني هائل لا تستند إلى مؤشرات علمية دقيقة حتى الآن.

باحث فيزياء يؤكد أن الحديث عن اقتراب ثوران بركاني هائل ليس له أسس علمية
باحث فيزياء يؤكد أن الحديث عن اقتراب ثوران بركاني هائل ليس له أسس علمية

وأضاف سعيد، في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”، أن بركاني سانتوريني وكولومبو، اللذين يجذبان الانتباه العلمي في المنطقة، لا يظهران أي علامات خطر حقيقية حتى اللحظة، فرغم أن هناك دراسات تتحدث عن احتمالية نشاط مستقبلي، إلا أن التصنيف العلمي الحالي لسانتوريني هو 2 من 5، مما يعني أنه نشط بشكل طبيعي وليس في حالة حرجة، بينما يُصنَّف بركان كولومبو بدرجة 1 من 5، مما يضعه بين الخمول والنشاط الطبيعي.

هزات أرضية خفيفة لا تعني ثوران وشيك

وأشار المتخصص في الفيزياء النظرية إلى أن الزلازل التي تم رصدها قرب منطقة البراكين لم تتجاوز حتى الآن حدود 3 إلى 4 درجات على مقياس ريختر، وهي ضمن النطاق المتوقع في منطقة نشطة جيولوجيًا، وأكد أن النشاط الزلزالي في محيط البراكين لا يعني بالضرورة قرب ثوران، بل قد يشير إلى حركة في الصدوع الأرضية قد تؤدي إلى تحفيز البراكين مستقبلًا، ومع ذلك، فإن هذه الحركات لم تؤدِّ حتى الآن إلى أي مؤشرات فعلية على قرب انفجار بركاني.

وأوضح أن تحرك الحمم البركانية عبر الصدوع الأرضية هو أمر معقد، ويحتاج إلى مجموعة من الظروف المتزامنة حتى يؤدي إلى ثوران فعلي، وهو ما لم تُرصد علاماته في الوقت الراهن.

ذاكرة التاريخ تحمل عنف كولومبو لكن الوضع الآن مستقر

وذكر المتخصص في الفيزياء النظرية أن بركان كولومبو يُعتبر من أقوى البراكين البحرية في العالم، وأن آخر ثوران كبير له كان في عام 1650 ميلادية، والذي تسبب في دمار واسع في المنطقة المحيطة، أما بركان سانتوريني، فقد كان آخر ثوران له عام 1950، في حين شهد هذا العام تحديدًا آخر نشاط له في يوم 25 فبراير، قبل أن تعود المؤشرات إلى وضعها الطبيعي.

وأكد أن هذا السكون الحالي، رغم بعض الهزات، لا يُشكل مدعاة للذعر، بل هو سلوك جيولوجي طبيعي لمنطقة بركانية ما زالت تخضع للمراقبة العلمية الدورية.