تحالف دولي يستثمر 22 مليون دولار لإنشاء محطتين لإنتاج الغاز الطبيعي

تواجه مصر تحديات كبيرة في قطاع الطاقة، حيث شهد إنتاج الغاز الطبيعي انخفاضًا ملحوظًا في الأشهر الأخيرة، وفي هذا السياق، يخطط تحالف دولي يضم ثلاث شركات، من بينها شركة «إمباور كابيتال» المصرية، وشركة «Aten Energy» المتخصصة في الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى شركة سويسرية، لإطلاق مشروع استراتيجي يهدف إلى إنشاء محطتين لإنتاج الغاز الطبيعي المتجدد (البيوجاز) من المخلفات، باستثمارات تصل إلى 22 مليون دولار.

تحالف دولي يستثمر 22 مليون دولار لإنشاء محطتين لإنتاج الغاز الطبيعي
تحالف دولي يستثمر 22 مليون دولار لإنشاء محطتين لإنتاج الغاز الطبيعي

 

يهدف هذا المشروع إلى تقديم بدائل مستدامة لمصادر الطاقة التقليدية، في وقت تعاني فيه مصر من ضغوط متزايدة بسبب تراجع الإنتاج المحلي من الغاز، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الاستيراد وزيادة الأعباء على الميزان التجاري، ومن خلال تحويل المخلفات الزراعية والعضوية إلى غاز حيوي، يسعى التحالف إلى سد الفجوة بين العرض والطلب، خاصة في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والكهرباء.

وفقًا لمصادر مطلعة، ستعمل المحطتان على معالجة آلاف الأطنان من المخلفات سنويًا لإنتاج البيو-ميثان، وهو غاز متجدد عالي الجودة يمكن ضخه في الشبكة القومية كبديل نظيف ومستقر للغاز الطبيعي، مما يساهم في تقليل الاعتماد على المصادر الأحفورية، ويعزز أمن الطاقة.

يأتي هذا التحرك في إطار التوجه الحكومي نحو تنويع مصادر الطاقة، وتشجيع الاستثمارات في الاقتصاد الأخضر، خاصة بعد أن أصبحت أزمة الطاقة واقعًا يستدعي حلولًا مبتكرة وسريعة.

تسعى الشركات المنفذة إلى بدء تنفيذ المشروع خلال النصف الثاني من 2025، بعد الانتهاء من الإجراءات والتراخيص مع الجهات الحكومية المختصة، وسط آمال بأن يسهم المشروع في دعم شبكة الغاز الوطني، وخلق فرص عمل، وتحقيق عوائد بيئية واقتصادية ملموسة.

تشهد مصر منذ النصف الثاني من عام 2023 تراجعًا ملحوظًا في إنتاج الغاز الطبيعي، خاصة من الحقول الكبرى مثل حقل “ظُهر”، نتيجة لانخفاض الضغط الإنتاجي الطبيعي مع مرور الوقت، بالإضافة إلى تباطؤ وتيرة الاستكشافات الجديدة، وقد انعكس هذا التراجع على القدرة الإنتاجية للدولة، مما اضطر الحكومة إلى تقليص كميات الغاز الموجهة لبعض محطات الكهرباء، وتقليل التصدير، ورفع واردات الوقود لتلبية احتياجات السوق المحلي.

وفقًا لبيانات وزارة البترول والثروة المعدنية، انخفض الإنتاج اليومي من الغاز بنحو 800 مليون قدم مكعب خلال العام الماضي، مما دفع الدولة لتكثيف جهودها لتنويع مصادر الطاقة، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الطاقة المتجددة والبديلة.

يُعد الغاز الحيوي (البيوجاز) من المصادر الواعدة، حيث يمكن إنتاجه من تدوير المخلفات الزراعية والحيوانية ومخلفات الطعام، وتحويله إلى طاقة حرارية أو كهربائية أو غاز قابل للاستخدام في الشبكات، وعلى الرغم من أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها الأولى بمصر، فإنها تمثل أحد الحلول الممكنة لمعالجة أزمات الطاقة والبيئة في آنٍ واحد، لا سيما مع الدعم الدولي المتزايد لمشروعات الاقتصاد الدائري
 .