في فيلم وثائقي جديد بمناسبة مرور 25 عاماً على قيادته للبلاد، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تفاصيل متقدمة لإدارة الحرب في أوكرانيا، مؤكدًا متابعته اليومية لسير المعارك على خط التماس، وحرصه على تقليل الخسائر البشرية في صفوف قواته.

من نفس التصنيف: تسريح العشرات من الموظفين في إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي بترامب
تقارير يومية من الجبهة… حتى ساعات متأخرة من الليل
قال بوتين، خلال لقاء مصور مع الصحفي الروسي بافيل زاروبين، إنه يتلقى تقارير ميدانية بشكل يومي من خط التماس في أوكرانيا، سواء خلال النهار أو المساء، وأحيانًا في ساعات الليل، موضحًا أن “البيانات لا تكتمل إلا مع نهاية اليوم بعد تجميع المعلومات من مختلف قطاعات الجبهة”.
تأتي تصريحات بوتين في إطار فيلم وثائقي بعنوان “روسيا. الكرملين. بوتين. 25 عاماً”، وقد نشرت وكالة “سبوتنيك” الروسية مقتطفات منه، أظهرت الرئيس الروسي متحدثًا بثقة عن متابعته الحثيثة لتفاصيل العمليات التي تنفذها القوات الروسية ضمن ما تُسمى بـ”العملية العسكرية الخاصة”.
ممكن يعجبك: عضو مجلس النواب الأمريكي يطالب بقصف غزة بالأسلحة النووية
“أوامر مباشرة لتفادي الخسائر”.. تدخل شخصي في سير العمليات
وفي موقف لافت، كشف بوتين أنه اضطر، برفقة رئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، إلى إصدار أوامر مباشرة بعدم تنفيذ إحدى الخطط العسكرية على جبهة القتال، بسبب سوء الأحوال الجوية ومخاطر تكبد خسائر غير ضرورية.
وأضاف: “أعلم أن المقاتلين كانوا متحمسين جدًا لتنفيذ المهمة، لكن الظروف لم تكن مناسبة… لقد أصدرنا تعليمات واضحة لقائد الفرقة بالتريث، ورغم ذلك، بدأوا في تنفيذها بطريقة معدلة، وهو ما يعكس حرصهم على أداء المهمة، مع مراعاة تقليل الخسائر البشرية”
وأشار بوتين إلى أن هذه الحالة تعكس ما وصفه بـ”الحماس القتالي” لدى الجنود، معتبرًا إياها مثالًا على “الروح البطولية” في صفوف الجيش الروسي.
رسائل سياسية بين السطور: بوتين يعزز صورته كقائد ميداني
يرى محللون أن حديث بوتين عن متابعته الدقيقة للعمليات العسكرية، وتدخله في تفاصيل الخطط التكتيكية، يحمل رسائل موجهة للداخل الروسي والخارج، فمن جهة، يسعى لتكريس صورته كقائد يملك السيطرة الكاملة على مجريات الحرب، ومن جهة أخرى، يُظهر حرصًا على حياة الجنود الروس، وسط الانتقادات الدولية بشأن الخسائر البشرية في أوكرانيا.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه جبهات القتال تطورات متسارعة، أبرزها اشتداد المعارك في شرق وجنوب أوكرانيا، ومحاولات متكررة من قبل موسكو لتحقيق مكاسب ميدانية قبل حلول فصل الشتاء.