في حادثة غير معتادة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، شهد شمال قطاع غزة، مساء أمس السبت، شجارًا دمويًا بين مقاتلين من كتيبة 931 التابعة للواء ناحال، أسفر عن إصابة أحد الجنود بجروح خطيرة، بعد تعرضه لضربة قوية على الرأس باستخدام غلاية معدنية حديدية.

مقال له علاقة: الاتحاد الأفريقي يطالب بوقف دائم لإطلاق النار في ليبيا بعد الاشتباكات العنيفة
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن الجيش الإسرائيلي، فإن الجندي المصاب تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى “بيلينسون” بطائرة مروحية عسكرية نظرًا لخطورة حالته، مؤكدًا أن عائلته أُبلغت فورًا بتطورات وضعه الصحي.
فتح تحقيق شامل
الواقعة، التي لا تزال أصداؤها تتردد في أروقة المؤسسة العسكرية، دفعت الشرطة العسكرية المختصة إلى فتح تحقيق شامل لكشف ملابسات الحادث، على أن تُحال نتائجه إلى النيابة العسكرية للمراجعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
مواضيع مشابهة: مشادة في الكونجرس الأمريكي بسبب انتقاد إسرائيل من طالبة تركية
وتعد هذه الحادثة واحدة من أخطر مظاهر العنف الداخلي التي تشهدها وحدات النخبة الإسرائيلية خلال العمليات الميدانية، خاصة في ظل حالة التوتر والضغوط النفسية التي تفرضها بيئة القتال في قطاع غزة، ووفقًا لمراقبين عسكريين، فإن هذا النوع من الاشتباكات بين الجنود يسلط الضوء على إشكاليات متراكمة تتعلق بالقيادة والضبط والظروف النفسية الصعبة التي يعيشها الجنود على الجبهة.
مراجعة تقارير نفسية وبيئية
من جهتها، امتنعت الجهات العسكرية عن تقديم مزيد من التفاصيل حول هوية الجنديين أو خلفياتهما، بينما رجحت مصادر مطلعة أن التحقيق سيشمل مراجعة لتقارير نفسية وبيئية مرتبطة بوضع الجنود في هذه الكتيبة تحديدًا.
يُشار إلى أن كتيبة 931 تُعد من أبرز وحدات لواء ناحال، التي تُكلف بمهام ميدانية حساسة على جبهات مختلفة، وكان لها دور بارز في العمليات الجارية منذ تصاعد التصعيد في غزة.
وتثير هذه الواقعة تساؤلات حول مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على ضمان التماسك الداخلي والانضباط داخل وحداته المقاتلة، خاصة في ظل سياق أمني مشحون، ووسط تقارير إعلامية متكررة عن تزايد معدلات الانهيار النفسي والانتحار في صفوف الجنود.
وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيق العسكري، يتابع الرأي العام الإسرائيلي هذه القضية عن كثب، وسط دعوات إلى إعادة تقييم البيئة التنظيمية داخل الجيش وتعزيز الدعم النفسي للمقاتلين.