الاستثمارات الزراعية في إفريقيا وتأثيرها على الموارد المائية لمصر

قدم الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، ورقة بحثية في المؤتمر العلمي السنوي لكلية الدراسات الإفريقية العليا، بعنوان “الاستثمارات الأجنبية على مياه النيل وتأثيرها على المصالح المصرية”، حيث أوضح أن القارة الإفريقية تواجه تحديات جسيمة في توفير المياه، وتصنف كواحدة من أكثر القارات جفافًا وأقلها في الموارد المائية.

الاستثمارات الزراعية في إفريقيا وتأثيرها على الموارد المائية لمصر
الاستثمارات الزراعية في إفريقيا وتأثيرها على الموارد المائية لمصر

نصيب إفريقيا من المياه

وأشار الدكتور نادر إلى أن نصيب إفريقيا من المياه العالمية لا يتجاوز 9%، رغم أن القارة تضم حوالي 15% من سكان العالم، وحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن نصيب الفرد في إفريقيا من المياه يبلغ نحو 4008 متر مكعب سنويًا، بينما المتوسط العالمي يصل إلى 6498 مترًا مكعبًا.

كما أضاف أن توزيع المياه في إفريقيا غير عادل، حيث تتركز أكثر من نصف المياه في المناطق الاستوائية، بينما تعاني مناطق الشمال والشرق والغرب من نقص حاد في المياه، وأوضح أن منطقة شمال إفريقيا تمتلك فقط 2.99% من إجمالي المياه في القارة، بينما تستأثر منطقة وسط إفريقيا بنحو 50.66% منها.

أراضي غير مستغلة

ولفت الدكتور نادر إلى أن القارة الإفريقية تحتوي على أراضٍ غير مستغلة بشكل كبير، حيث تصل نسبة الأراضي غير المستغلة إلى نحو 60% من إجمالي الأراضي الزراعية، وأوضح أن دول إفريقيا جنوب الصحراء تمتلك مساحة شاسعة من الأراضي الزراعية، ولكن يتم استغلال جزء ضئيل منها، مما يجعل هذه الأراضي واحدة من أكبر العوامل الجاذبة للاستثمارات الزراعية الأجنبية.

الاستثمارات الزراعية

وتحدث نور الدين عن التداعيات السلبية للاستثمارات الزراعية التي تُضخ في دول منابع النيل الأبيض، مثل إثيوبيا والسودان، حيث أكد أن هذه الاستثمارات تؤثر بشكل كبير على الموارد المائية لمصر، نظرًا لأن الدول الإفريقية تستخدم الأراضي الزراعية لتوسيع مساحات الزراعة المروية، مما يؤدي إلى استهلاك كميات كبيرة من مياه النيل، التي تعتمد عليها مصر بنسبة 97% في مواردها المائية.

كما استعرض كيف أن هذه الاستثمارات الزراعية التي تركز على الزراعة المروية قد تؤدي إلى تهديدات مستقبلية لمصر، في حال تزايد استهلاك مياه النيل نتيجة تغيرات المناخ وتقلص دورات الأمطار في بعض البلدان الإفريقية.

وفي ختام كلمته، أشار نور الدين إلى تراجع كبير للاستثمارات الزراعية في إفريقيا خلال العقد الماضي، بسبب الأزمات اللوجستية والمشاكل الداخلية في بعض الدول الإفريقية، لكنه شدد على أهمية اتخاذ تدابير لضمان الحفاظ على الأمن المائي المصري.

يُذكر أن المؤتمر العلمي السنوي لكلية الدراسات الإفريقية العليا عُقد تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الأستاذ الدكتور محمد أيمن عاشور، بحضور عدد من الخبراء الأكاديميين والدبلوماسيين من مصر و17 دولة إفريقية وعربية.