في تصعيد غير مسبوق منذ بداية الحرب، شهدت أوكرانيا ليلة دامية تُعتبر الأعنف منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث شنت روسيا هجومًا جويًا مكثفًا باستخدام 298 طائرة مسيرة و69 صاروخًا، مستهدفة مواقع مدنية في مختلف أنحاء البلاد، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال، وفقًا لما أكدت السلطات الأوكرانية.

من نفس التصنيف: من هو ديفيد زيني، رئيس الشاباك الجديد، الذي يعود أصله إلى الجزائر ولديه 11 طفلًا؟
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد بشدة صمت الولايات المتحدة إزاء هذا التصعيد، وكتب عبر حسابه الرسمي على تليغرام: “صمت أمريكا وصمت الآخرين في العالم لا يُشجّع إلا بوتين، كل ضربة إرهابية روسية هي مبرر كافٍ لفرض عقوبات جديدة على موسكو”.
تزامن الهجوم مع “يوم كييف”، الذي يُحتفل به في الأحد الأخير من مايو، إلا أن سكان العاصمة قضوا الليلة في الملاجئ ومحطات المترو وسط أصوات الانفجارات وصفارات الإنذار، وفي منطقة مارخاليفكا جنوب غرب كييف، دُمّرت شوارع سكنية بأكملها، حيث قالت إحدى الناجيات: “الشارع كله كان يشتعل بالنيران”.
ضغط دولي لوقف هذه الحرب
من جهتها، نددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالهجمات، وكتبت عبر منصة “إكس”: “الهجوم يُظهر أن روسيا مصممة على مزيد من المعاناة ومحو أوكرانيا، من المحزن أن نرى الأطفال بين الضحايا، نحن بحاجة إلى أقوى ضغط دولي لوقف هذه الحرب”.
وشاركها الموقف وزير خارجية إستونيا، مارغوس تساخنا، قائلًا: “بوتين سيواصل حتى يصبح الضغط عليه لا يُحتمل، إنه في أيدينا أن نوقفه”.
ورغم الإدانة الدولية، امتنعت الولايات المتحدة عن تسمية روسيا بشكل مباشر في تعليقها الرسمي، حيث اكتفى كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا، بوصف الهجمات بأنها “انتهاك صارخ لبروتوكولات جنيف لعام 1977″، دون ذكر موسكو أو بوتين.
تأتي هذه التطورات في أعقاب أكبر عملية تبادل أسرى بين الجانبين منذ فبراير 2022، والتي شملت 1000 أسير من الطرفين، ما كان يُؤمل أن يكون تمهيدًا لخفض التصعيد، لكن الواقع كان عكس ذلك.
أجهزة خداع راداري لتفادي الدفاعات الجوية
كما استهدفت مناطق عديدة مثل خاركيف، أوديسا، دنيبرو، ميكولايف، تشيرنيهيف، وسومي، بينما أكدت الأنباء أن روسيا طورت صواريخها باستخدام أجهزة خداع راداري لتفادي الدفاعات الجوية.
من نفس التصنيف: اختلافات جينية تفسر أسباب إصابة النساء الأفريقيات والآسيويات بسرطان الثدي
في المقابل، أعلنت روسيا أنها أسقطت 110 طائرات مسيّرة أوكرانية كانت تتجه نحو موسكو، مما يشير إلى اتساع رقعة المواجهة.
ختامًا، حذر كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، من أن “غياب الضغط الدولي سيمنح الوقت لتعزيز قدراتها ومواصلة القتل، ليس فقط في أوكرانيا بل في قلب أوروبا لاحقًا”.