يعيش جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) حالة من التوتر الداخلي، نتيجة تقارير تفيد بنية رئيس الوزراء تعيين اللواء ديفيد زيني على رأس الجهاز، وهو ما لاقى معارضة قوية من بعض كبار المسؤولين الأمنيين.

مواضيع مشابهة: روسيا تجهز مسودة اتفاق سلام مع أوكرانيا وتطالب بتبادل الأسرى كنقطة انطلاق
مسؤولون يرفضون التعيين ويعتبرونه “ذو دوافع سياسية”
أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان” أن منسقي الميدان في الشاباك، المسؤولين عن ملفات القدس والضفة الغربية، عبروا عن اعتراضهم الصريح خلال محادثات مغلقة نهاية الأسبوع، حيث اعتبروا أن تعيين زيني يعد تحركًا سياسيًا يهدد استقلالية الجهاز.
وأبدى هؤلاء قلقهم من أن رؤى وقيم اللواء زيني تتعارض مع القيم غير الحزبية التي يُفترض أن يقوم عليها الشاباك، مما قد يؤدي إلى تقويض طابع الجهاز المهني والمؤسساتي.
تهديدات بالاستقالات
على الرغم من عدم تقديم أي استقالة رسمية حتى الآن، وفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن التهديد بالاستقالة لا يزال قائمًا، في وقت يرفض فيه جهاز الشاباك التعليق رسميًا على هذه التطورات، مما يعكس حالة الحرج والارتباك الداخلي.
في تصريحات منسوبة إلى زيني، أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك موارد كافية لتغطية جميع مناطق القتال في قطاع غزة، مما يثير تساؤلات حول مدى توافق مواقفه مع التوجهات العسكرية والسياسية الحالية.
جريمة فوق الجريمة
انضمت عائلات المختطفين الإسرائيليين في قطاع غزة إلى صفوف المعارضين لتعيين زيني، بعد تسريب تصريحات سابقة له يُعتقد أنه يرفض إتمام صفقة تبادل مع حركة حماس، ويعتبر أن الحرب “أبدية” ولا مكان فيها لمثل هذه التفاهمات.
وقالت هيئة أهالي المختطفين في بيان رسمي إن تعيين شخصية تضع استمرار الحرب فوق عودة المختطفين يعد “جريمة إضافية تُضاعف الظلم الواقع على الشعب الإسرائيلي”.
مقال مقترح: كارثة إنسانية وصحية في غزة مع نفاد الأدوية ومجاعة تهدد حياة مليون فلسطيني
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، اعتبر منتدى عائلات المختطفين أن تعيين زيني بمثابة إعلان رسمي بدفن أبنائهم في أنفاق حماس، لصالح أجندة سياسية تقوم على فكرة “الحرب الأبدية”.
وطالب المنتدى بـ”التحرك العاجل لإلغاء التعيين فورًا”، محذرًا من تداعيات استمرار نتنياهو في تجاهل مطالب العائلات والمجتمع الإسرائيلي.
تعيين ديفيد زيني رئيسًا جديدًا للشاباك
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس الماضي، تعيين اللواء ديفيد زيني رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن الداخلي “الشاباك”، في خطوة أثارت جدلاً قانونيًا بعد أن جاءت تحديًا مباشرًا لقرار المدعية العامة التي كانت قد حذّرته من المضي بهذا التعيين.
وقال مكتب نتنياهو في بيان رسمي: “أعلن رئيس الوزراء نتنياهو هذا المساء قراره تعيين اللواء ديفيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)”.
يُعد جهاز “الشاباك” من أكثر المؤسسات الأمنية حساسية في إسرائيل، إذ يتولى ملفات الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب والتجسس، ويرتبط مباشرة بمكتب رئيس الوزراء.