البابا تواضروس يستقبل وفد جامعة سالزبورج في المقر البابوي بالقاهرة

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم في المقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وفدًا من الدارسين بكلية اللاهوت بجامعة سالزبورج بالنمسا، برئاسة البروفيسور الدكتور وينكلر ديتْمَار، عميد الجامعة وأستاذ تاريخ الكنيسة والباثولوجيا.

البابا تواضروس يستقبل وفد جامعة سالزبورج في المقر البابوي بالقاهرة
البابا تواضروس يستقبل وفد جامعة سالزبورج في المقر البابوي بالقاهرة

ورحب البابا بالوفد وتحدث معهم عن تاريخ مصر، كما قدم لهم نبذة عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ودعاهم لزيارة معالم مركز لوجوس.

وشهد البابا تواضروس الثاني، السبت الماضي، قداس السبت من الأسبوع الخامس من الخمسين المقدسة في كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف بمصر الجديدة، احتفالاً باليوبيل الذهبي لوضع حجر أساس الكنيسة الذي تم بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في 29 مايو 1975.

وصل قداسته إلى الكنيسة حيث استقبله الكهنة وأعضاء المجلس، وافتتح المناسبة بكشف الستار عن لوحة تذكارية تخلد ذكرى اليوبيل الذهبي، ثم دخل قداسة البابا وسط ترتيل خورس الشمامسة ألحان استقبال الأب البطريرك وألحان القيامة.

شارك في صلوات القداس تسعة من أحبار الكنيسة ووكيل عام البطريركية بالقاهرة.

 

عظة القداس

وفي عظة القداس، قال قداسة البابا: “نحتفل اليوم بتذكار مبارك وهو مرور خمسين عامًا على بداية تأسيسها، ووضع حجر الأساس بيد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، لتبدأ رحلة خدمة قوية شارك فيها الأحبار الأجلاء والآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة وكل الشعب”

وعن إنجيل القداس المأخوذ من (يو ١٤: ١ – ١١) لفت قداسة البابا إلى أن الكنيسة في الأسبوع الخامس من الخمسين المقدسة تنبهنا إلى أن المسيح هو الطريق: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ.” (يو ١٤: ٦)

١- المسيح هو الطريق الحقيقي الذي يؤدي إلى الحياة، “لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ” (أع ٤: ١٢)
٢- المسيح هو طريق الإنسان الوحيد إلى السماء، فكل فلسفات العالم تسعى للارتقاء بحياة الإنسان هنا على الأرض ولكنها لا تقوده نحو السماء، أما المسيحية فتبدأ من السماء وتنتهي في السماء، “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو ٣: ١٦)
٣- بالمسيح نجد الخلاص من الخطية التي هي مرض الروح، وهو مرض لا نشفى منه إلا بالمسيح

 

٤- المسيح هو من يقدم لنا الحياة الحقيقية وليس الحياة الزائفة، فالعالم مليء بالزيف، أما في المسيح فالحياة حقيقية وكاملة، لذا يطلب من الإنسان أن يعطيه قلبه (حياته) بالكامل “يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ” (أم ٢٣: ٢٦)

٥- المسيح يعطينا مكانًا في السماء، “أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا” (يو ١٤: ٢) لنحيا فيه معه وفي معية القديسين، وهذا يجعلنا نفكر في مكاننا في السماء، ونصلي باستمرار في الصلاة الربانية “كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ” (لو ١١: ٢)

 

وأشار قداسة البابا إلى أن الكنيسة تهيئنا للسماء، فهي سفارة السماء على الأرض، من خلال نظام العبادة والطقس، فتجعلنا دائمًا نجلس متجهين نحو الشرق وهو اتجاه مجئ المسيح.

 

أيقونات القديسين

تحمل لنا حامل الأيقونات الذي بأيقونات القديسين الموجودة فيه الصف الأول في الكنيسة، نراهم فيشجعوننا على مواصلة جهادنا لنصل إلى السماء، ومن خلال المذبح ندخل بيت الله ونتناول من خبز الحياة في السماء، ومن خلال الصلوات التي ترتبها لنا الكنيسة سواء الجماعية أو الفردية في الأجبية والقداسات والعشيات والتسابيح والقراءات والألحان والمدائح والنهضات وغيرها.

وعلى هذا فإننا حينما نبني كنيسة جديدة فإننا نعد الإنسان للحياة في السماء وكذلك نعده للحياة الأمنية على الأرض ليصبح مواطنًا صالحًا في بلده.

واختتم بالتهنئة باليوبيل الذهبي، مشيرًا إلى أن كنيسة العذراء بأرض الجولف تمثل منارة في وسط الكنائس القبطية التي تقدم خدمة لها رائحة المسيح.

 

وبعد العظة، وقع قداسة البابا والآباء المطارنة والأساقفة وكهنة الكنيسة على وثيقة اليوبيل الذهبي.

في ختام القداس، وقع البابا والآباء المطارنة والأساقفة وكهنة الكنيسة على وثيقة اليوبيل الذهبي، ثم شهدوا احتفالية شاركت فيها فرق كورال الكنيسة بألحان وترانيم خاصة بالمناسبة.

وقدّم القمص أنجيلوس رشدي، أكبر كهنة الكنيسة، كلمة شكر ومحبة، وعُرض فيلم وثائقي بعنوان “الحصاد” يروي مسيرة الكنيسة منذ بداياتها عام 1965 حتى الآن، مع عرض للخدمات المجتمعية التي تقدمها الكنيسة داخل وخارج مقرها.

كما قدم آباء الكنيسة هدية لقداسة البابا عبارة عن مجموعة كتب قديمة جُمعت من شعب الكنيسة، لإضافتها إلى المكتبة البابوية، استجابة لدعوته للشعب القبطي.