لطالما أكدت الأبحاث الطبية على أهمية النوم الجيد في الحفاظ على صحة الإنسان الجسدية والعقلية، حيث يُعتبر النوم المنتظم لساعات كافية أحد العوامل الرئيسية التي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

ممكن يعجبك: موسكو تبحث مقترحات السلام ووزير الخارجية التركي يكشف تفاصيل لقائه ببوتين
في هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أوبسالا السويدية عن آلية بيولوجية مقلقة تربط الحرمان من النوم مباشرةً بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
3 ليالٍ فقط كافية لإحداث ضرر
شملت الدراسة، التي نُشرت في صحيفة “إندبندنت” البريطانية، 16 شاباً يتمتعون بصحة جيدة، خضعوا لفترات نوم متقطعة لا تتجاوز 4 ساعات ليلياً لمدة ثلاث ليالٍ متتالية، وكانت النتيجة ارتفاعاً كبيراً في مستويات البروتينات الالتهابية في الدم، وهي مؤشرات حيوية ترتبط بشكل مباشر بتلف الأوعية الدموية ومشكلات القلب.
التهاب خفيّ يهدد القلب
كما أن البروتينات الالتهابية، التي يُفرزها الجسم عادةً كرد فعل للضغوط أو لمكافحة الأمراض، قد تتحول إلى عامل خطر عندما تبقى مرتفعة لفترات طويلة، فقد أظهرت الدراسة أن هذه البروتينات تُسهم في تلف بطانة الأوعية الدموية، وتزيد من احتمالات الإصابة بـقصور القلب، وأمراض الشرايين التاجية، واضطرابات نظم القلب، حتى لدى الشباب الأصحاء.
من المثير للقلق أيضاً أن الباحثين وجدوا أن التمارين الرياضية تفقد جزءاً من فوائدها الأساسية عندما لا يحصل الجسم على قسط كافٍ من النوم، حيث ضعفت الاستجابة الطبيعية لبعض البروتينات المفيدة مثل الإنترلوكين-6 (IL-6) وعامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهما عنصران مهمان يدعمان صحة القلب والدماغ، كما أظهرت الدراسة أن توقيت سحب عينات الدم يؤثر في نتائج التحاليل، حيث لوحظ اختلاف واضح في مستويات البروتينات بين الصباح والمساء، خصوصاً لدى المشاركين الذين حُرموا من النوم، مما يؤكد تأثير الساعة البيولوجية في العمليات الكيميائية داخل الجسم.
شوف كمان: الرئيس الأرجنتيني يحصل على “جائزة جينيسيس” في الكنيست الإسرائيلي في 11 يونيو
جرس إنذار.. النوم من أجل البقاء، هذه النتائج تُعد بمثابة تحذير صريح بأن النوم لا يُعتبر مجرد وسيلة للراحة، بل هو ضرورة حيوية لصحة القلب والجهاز العصبي، فحتى ليالٍ معدودة من قلة النوم كفيلة ببدء سلسلة من التفاعلات السلبية التي قد تمتد آثارها إلى سنوات لاحقة.