مبعوث أمريكا يؤكد موافقة إسرائيل ويهاجم موقف “حماس”
في تطور جديد قد يحدد ملامح مرحلة سياسية وأمنية حساسة في قطاع غزة، أكد المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن إسرائيل أبدت موافقتها على مقترحه المتعلق بصفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تمهد الطريق لمفاوضات “ذات مغزى” قد تؤدي إلى تهدئة دائمة.

من نفس التصنيف: ترامب يوافق على دمج شركة الصلب الأمريكية باستثمار 14 مليار دولار
وأوضح ويتكوف، في تصريحات لموقع “أكسيوس”، أنه شعر بخيبة أمل من موقف حركة “حماس” خلال التواصل حول الصفقة، واعتبر ذلك “غير مقبول على الإطلاق”، مطالبًا الحركة بقبول ما وصفه بـ”الفرصة الجدية” المطروحة أمامها.
وأضاف: “وقف إطلاق النار سيكون بداية لمفاوضات تؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد، وقد وافقت على قيادة هذه المحادثات، والصفقة جاهزة، وعلى حماس أن تقبل بها”
مقال مقترح: مستشارة قضائية تمنع نتنياهو من تعيين رئيس الشاباك بسبب تضارب المصالح
70 يوماً من الهدوء مقابل الإفراج عن أسرى
وفيما يتعلق بمضمون العرض، كشف مصدر فلسطيني مقرب من “حماس” لوكالة “رويترز” أن الحركة وافقت بالفعل على المقترح الأمريكي الذي تم تقديمه عبر وسطاء خلال الأيام الأخيرة، ويتضمن مراحل تدريجية تشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء على دفعتين، مقابل هدنة تمتد لـ70 يومًا، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيلي جزئي من غزة، وإطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين، بما في ذلك أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات.
كما ينص المقترح على إجراء مفاوضات غير مباشرة حول ترتيبات تهدئة طويلة الأمد، وتمكين “لجنة الإسناد المجتمعي” المستقلة من إدارة القطاع، وهو بند يُعتبر محاولة لفصل الإدارة المدنية في غزة عن الهيمنة المباشرة لحركة حماس، دون استبعادها سياسيًا.
عرض الهدنة يتضمن إطلاق أسرى ومصافحة علنية تثير الغضب في تل أبيب
لكن بندًا أثار جدلًا كبيرًا داخل إسرائيل، حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن الخطة تتضمن “اعترافًا فعليًا” بحماس من خلال توقيع الاتفاق من طرف القيادي خليل الحية، ومصافحة علنية مع المبعوث الأمريكي ويتكوف، ما اعتبر في تل أبيب “غير مقبول على الإطلاق”، نظرًا لتصنيف حماس كـ”منظمة إرهابية” من قبل الولايات المتحدة.
ووصف مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المقترح بأنه “استسلام فعلي”، وانتقد الإدارة الأمريكية لقبولها بمثل هذه البنود، مشيرًا إلى أن الطرح يتعارض مع ما ورد في خطة ويتكوف الأصلية، التي كانت تؤكد على إطلاق مزيد من الأسرى الإسرائيليين في المرحلة الأولى، دون تقديم “مكاسب سياسية أو رمزية” لحماس.
في المقابل، ترى أطراف دولية أن التقدم في هذا المسار يمثل الفرصة الأخيرة لتجنيب القطاع المزيد من الدمار والدماء، في وقت يزداد فيه الضغط الشعبي والدولي على الطرفين لإنهاء الحرب المستمرة منذ أشهر.