مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة وسط تمسك نتنياهو بالقضاء على “حماس” ورفضه للسلام الدائم
في خطوة قد تغير مجرى الحرب المشتعلة بين إسرائيل وقطاع غزة، أفاد مسؤول فلسطيني مقرب من حركة “حماس” لوكالة “رويترز” بأن الحركة وافقت على اقتراح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار، مما يمهد الطريق لمفاوضات تهدف لإنهاء النزاع المستمر منذ أكتوبر الماضي.

مقال مقترح: احتمال تورط روسي في هجمات حرق ممتلكات رئيس الوزراء كير ستارمر في بريطانيا
الهدنة تشمل إطلاق 10 أسرى إسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار لـ70 يومًا
وفقًا للمصدر، فإن الاقتراح الذي وصل إلى “حماس” عبر وسطاء يتضمن هدنة تستمر لمدة 70 يومًا، مقابل الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء محتجزين لدى الحركة على دفعتين، بالإضافة إلى انسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة.
كما ينص العرض الأمريكي على أن تقوم إسرائيل بالإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك مئات من المحكومين لفترات طويلة أو مدى الحياة، في إطار صفقة تبادل أوسع تهدف إلى تمهيد الطريق لمفاوضات مستقبلية قد تؤدي إلى هدنة دائمة.
شوف كمان: رئيس وزراء إسرائيل الأسبق يتهم تل أبيب بارتكاب جرائم حرب في غزة وتضليل العالم بالمساعدات
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية بشأن هذا الاقتراح، في وقت تترقب فيه الأوساط الدولية ما إذا كانت تل أبيب ستعتبر هذه المبادرة فرصة لإنهاء الحرب أو ستواصل سياستها العسكرية.
وكانت إسرائيل قد أنهت فعليًا اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي، بعد شنها هجومًا عسكريًا جديدًا في 18 مارس، مما دفع حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها إلى استئناف إطلاق الصواريخ والهجمات بعد يومين فقط.
وتؤكد “حماس” أنها مستعدة لإطلاق سراح كافة الرهائن المتبقين الذين اختطفتهم خلال هجومها المفاجئ في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص واختطاف 251 رهينة وفق الإحصاءات الإسرائيلية، مقابل انسحاب كامل من قطاع غزة ووقف دائم لإطلاق النار.
نتنياهو يتمسك بالقضاء على “حماس” ويرفض السلام الدائم
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن موقفًا مغايرًا، مؤكدًا أن تل أبيب لن توافق سوى على هدنة مؤقتة مرتبطة بإطلاق سراح الأسرى، مشددًا على أن الحرب لن تنتهي إلا بعد “القضاء التام على حركة حماس”.
وقد أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي تتواصل منذ أكثر من سبعة أشهر، عن استشهاد نحو 54 ألف فلسطيني وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية للقطاع، في حين تحذر المنظمات الإنسانية من تفشي المجاعة وسوء التغذية بين السكان المحاصرين.
وفي ظل استمرار الضغوط الدولية للتوصل إلى تسوية، تبقى الكرة الآن في ملعب إسرائيل، التي لم تعلن حتى اللحظة موقفها النهائي من الاقتراح الأمريكي، بينما يترقب الفلسطينيون والعالم ما إذا كانت هذه المبادرة ستمهد فعلاً لنهاية واحدة من أكثر الحروب دموية في العقود الأخيرة.