أحالت النيابة العامة قضية قتل مروّعة شهدتها مقابر الشيخ رفعت بقرية بياض العرب في مركز بني سويف إلى محكمة الجنايات، وذلك في القضية رقم ١٣٩٩٥٠ لسنة ٢٠٢٥ جنايات مركز بني سويف، والمتهم فيها رجل وسيدة بقتل والدة الأخيرة خنقًا، وإخفاء جثمانها داخل مقبرة مهجورة، في واقعة كشفت عنها تحريات المباحث واعترافات تفصيلية للمتهمين.

ممكن يعجبك: استعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر يوليو 2025 ومواعيد الصرف
تفاصيل الواقعة
تعود بداية خيوط الجريمة إلى العثور على هيكل عظمي لسيدة ترتدي عباءة سوداء مخضبة بلون بني داخل إحدى المقابر المهجورة في قرية بياض العرب، حيث تعرف نجلها المدعو “ف. ع. ف.” على بقايا الجثمان، مؤكدًا أنها تعود لوالدته “أ إ. أ.”، التي كان قد أبلغ عن تغيبها في المحضر رقم ٥٠٥٠ لسنة ٢٠٢٣ إداري مركز بني سويف.
ضبط المتهمين
وضعت تحريات فريق البحث الجنائي بقيادة اللواء محمد الخولي، مدير إدارة البحث الجنائي، “م . ر. م.” و”أ .ع. ف.”، نجلة المجني عليها، في دائرة الاشتباه، وبعد تقنين الإجراءات، تمكنت قوات الأمن من ضبط المتهمين.
واعترف المتهم الأول “م” في تحقيقات النيابة العامة بأنه كان على علاقة عاطفية مع المجني عليها، تطورت إلى علاقة غير شرعية، قبل أن ينصرف عنها ويقيم علاقة مماثلة مع ابنتها “أ”، وفقًا لأقواله، فقد شاهدته المجني عليها ذات مرة في موقف حميمي مع ابنتها، وهددته بفضح أمر العلاقة وادعت أنها حامل منه، مطالبة إياه بالزواج.
ويواصل “م” في اعترافاته التي رصدتها النيابة العامة قائلًا: «قررت أخلّص منها عشان أرتاح من التهديد»، وبحسب اعترافه، استدرج المجني عليها إلى المقابر بحجة رد مبلغ مالي كان قد اقترضه منها، وهناك باغتها بخنقها مستخدمًا الطرحة التي كانت ترتديها حتى تأكد من مفارقتها الحياة، ثم وضع جثمانها داخل مقبرة مهجورة وأغلق الباب عليها، واستولى على هاتفها المحمول، ولم تتوقف الجريمة عند هذا الحد، إذ أبلغ “م” المتهمة الثانية “أ” بالجريمة، وسلمها الهاتف لإخفائه، وبعد يوم واحد، عاد إلى المقابر وقام بتحطيم الهاتف خشية العثور عليه من قبل جهات التحقيق
من جانبها، أقرت المتهمة الثانية بصحة ما جاء في أقوال شريكها، في تحقيقات النيابة العامة، وذكرت أنها علمت بعلاقته السابقة بوالدتها، وأنها كانت على دراية بجريمته منذ البداية ولم تُبلّغ عنها، بل تواطأت معه بإخفاء الهاتف وتضليل الجهات الأمنية.
ممكن يعجبك: وزير الري يشارك في احتفالات الذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال جيبوتي
شهادات قوية
وقد دعمت النيابة العامة ملف الإحالة بشهادات قوية، في مقدمتها شقيقا المجني عليها اللذان أكدا تغيّب شقيقتهما منذ عامين، وتعرفا على بقايا الجثمان، كما قدّم العميد أشرف الخولي، رئيس مباحث مركز بني سويف الأسبق، شهادة مهمة أكد فيها أن تحرياته السرية أثبتت وجود علاقة غير شرعية سابقة بين المتهمين، وأن الجريمة تمت عن سبق إصرار وترصّد بعدما اكتشفت الأم علاقة ابنتها بعشيقها السابق.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن زمن الوفاة يتوافق مع تاريخ تغيب المجني عليها، كما أشار إلى عدم وجود ما يمنع فنيًا حدوث الوفاة بالطريقة التي رواها المتهم خلال التحقيقات، وهو ما عزز من صحة اعترافاته التفصيلية، وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصّد، وإخفاء جثمان المجني عليها، والتعدي على حرمة الموتى، وحيازة أدوات تستخدم في الاعتداء دون مبرر قانوني، كما قررت إحالة القضية إلى محكمة الجنايات المختصة لمعاقبتهما طبقًا لنصوص قانون العقوبات، وقانون الأسلحة، وقانون مكافحة الاتجار بالبشر.