أوضح الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن الوضع الصحي في السودان يمر بكارثة حقيقية، ويرتبط ذلك بشكل كبير بالأوضاع السياسية المتوترة التي تعد السبب الرئيسي وراء تدهور الأوضاع ليس فقط في المجال الصحي، بل في كافة جوانب الحياة المجتمعية.

مواضيع مشابهة: وزيرة التضامن تشارك في المقابلات الشخصية لبرنامج «المرأة تقود للتنفيذيات»
ويشير سيد أحمد في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم» : إلى وجود مشكلات كبيرة تواجه المجتمع نتيجة الحرب الأهلية المستمرة في السودان، حيث تتصارع القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان مع قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، ورغم كونهما كانا في يوم من الأيام شركاء في الانقلاب على عمر البشير، إلا أن الأمور تحولت إلى توترات وخلافات في صراع على السلطة، مما أدى بالسودان إلى نفق مظلم، وهذا النفق يعكس دخول أطراف دولية وإقليمية لتعميق الخلافات، مما يجعل الوصول إلى حل للأزمة أمراً صعباً
مقال له علاقة: تداول 14 ألف طن و800 شاحنة من البضائع العامة والمتنوعة في موانئ البحر الأحمر
نزوح جماعي
وذكر سيد أحمد أن هناك نزوحاً جماعياً يشمل الغالبية العظمى من الشعب السوداني، مما أدى إلى عدم الاستقرار وممارسات مجرمة بحق الشعب، مما نتج عنه كوارث متعددة، منها الاعتداءات على الأطفال والنساء والشيوخ، وحالات الاغتصاب، وكل ذلك أثر بشكل كبير على الشعب السوداني.
وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسي أنه عندما نتحدث عن الأوضاع الصحية، يتعين علينا أن نتساءل كيف يمكن للدولة المركزية مواجهتها في ظل حالة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار وانسداد الأفق السياسي لحل الأزمة، حيث لا يمكن حل المسألة إلا من خلال معالجة الأزمة السياسية، عبر وقف نزيف الدم، والوصول إلى تفاهمات مع القوى الإقليمية والدولية، لضمان استقرار الأوضاع في السودان، وبالتالي مواجهة الأزمات المختلفة، بما في ذلك الأوضاع الصحية.
تقسيم السودان
وأشار سيد أحمد إلى أنه بخلاف ذلك، لا يمكن للمنظمات الدولية أن تلعب دوراً مهماً في هذا السياق، فهناك قوى دولية لديها مصالح في استمرار عدم الاستقرار، وما يحدث في السودان هو جزء من مشروع يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، حيث تسعى القوى الغربية لتقسيم السودان كما حدث سابقاً مع تقسيمه إلى شمال وجنوب، والآن يبدو أن السودان مرشح لتقسيمات جديدة، موضحاً أن هناك أمن قومي للدول المحيطة بالسودان، مثل مصر، التي تحاول التدخل لإنهاء الصراع، ولكن مصر وحدها غير كافية، ويتعين على كافة الدول المتضررة في الإقليم التدخل بشكل كبير لحسم هذا الصراع، لأن الصراع يقضي على السودان ويقضي على فكرة الاستقرار، مما يجعل المتضرر الأول والأخير هو الشعب السوداني.