فرنسا تقترب من حظر الحجاب في الملاعب.. لاعبات مسلمات تواجه تحديات بين الرياضة والإقصاء

في حادثة أثارت جدلاً واسعًا حول الحريات الدينية في فرنسا، مُنعت اللاعبة الفرنسية المحجبة ساليماتا سيلا (27 عامًا) من المشاركة في مباراة فريقها بدوري كرة السلة الفرنسي قبل انطلاقها بلحظات، وذلك بسبب ارتدائها الحجاب، القرار جاء بناءً على تعليمات الاتحاد الفرنسي لكرة السلة، الذي يحظر ارتداء أي رموز دينية أو سياسية داخل الملاعب، مما يضع آلاف اللاعبات المحجبات أمام خيار صعب: الرياضة أو الهوية.

فرنسا تقترب من حظر الحجاب في الملاعب.. لاعبات مسلمات تواجه تحديات بين الرياضة والإقصاء
فرنسا تقترب من حظر الحجاب في الملاعب.. لاعبات مسلمات تواجه تحديات بين الرياضة والإقصاء

الاتحاد الفرنسي يمنع المحجبات من اللعب

الحادثة، التي وقعت في شمال فرنسا، تكررت مع ساليماتا، التي أكدت في تصريحاتها لوكالة “أسوشيتد برس” أنها خاضت ثماني مباريات هذا الموسم دون أي اعتراض على زيها الرياضي، إلا أن الحكم أخبرها هذه المرة – معتذرًا – بأنه مُلزم بتنفيذ التعليمات الجديدة: “آسف، هذه هي القواعد”.

ردًا على القرار، قالت ساليماتا: “نحن نعلم أن الرياضة وسيلة للتحرر، خاصة للفتيات، إذن، ما الذي يحاولون إخبارنا به؟ يعتقدون أننا مضطهدات لأننا نرتدي الحجاب، لكن في الحقيقة، هم من يضطهدوننا حين يمنعوننا من دخول الملاعب”.

حماية العلمانية أم شرعنة للإسلاموفوبيا؟

تأتي هذه الواقعة في وقت يناقش فيه البرلمان الفرنسي مشروع قانون يسعى لإضفاء شرعية قانونية على قرارات الاتحادات الرياضية، ومنع ارتداء الحجاب في جميع المنافسات الرسمية، في خطوة يراها مؤيدوها تهدف إلى “حماية صورة فرنسا كدولة علمانية”، بينما يعتبرها المعارضون امتدادًا لموجة الإسلاموفوبيا المتزايدة في البلاد.

السيناتور ميشيل سافين، أحد أبرز الداعمين للمشروع، أكد أن القانون يأتي استجابة لتحذيرات من “الانتشار المتزايد لأفكار التطرف والتبشير في الرياضة”، في حين يرد النشطاء بأن ربط الحجاب بالتطرف هو إهانة مزدوجة للمرأة المسلمة والرياضة على السواء.

حظر الرموز الدينية في الرياضة

اعتبر نيكولا كادين، الأمين العام السابق للمرصد الفرنسي للعلمانية، أن المشروع المقترح يتنافى مع المبادئ الجوهرية للعلمانية، وقال: “الدولة، بصفتها علمانية، لا يحق لها أن تصدر أحكامًا على الرموز الدينية أو تستبعد أحدًا بسبب معتقده”، وأضاف محذرًا: “إذا تم تمرير هذا القانون، فإن فرنسا ستكون الدولة الديمقراطية الوحيدة في العالم التي تحظر جميع أغطية الرأس في الرياضة، لتلتحق بأمثلة سلبية مثل أفغانستان وإيران”.

الجدل لا يزال مستمرًا، إذ يرى كثيرون أن القانون، إذا ما أُقر، سيقود إلى استبعاد شريحة واسعة من النساء المسلمات من المشاركة في الرياضة، مما يُعد خرقًا واضحًا لمبدأ المساواة والحرية الفردية، وبينما تُرفع شعارات “الحرية والمساواة والأخوة”، تقف ساليماتا ورفيقاتها خارج خطوط الملعب، ينتظرن قانونًا قد يقصيهن من حلمهن الرياضي بحجة لا علاقة لها باللعبة.