تحولت أجواء الفرح في مدينة ليفربول البريطانية إلى حالة من الذعر، حيث صدمت سيارة عدداً من المشاة وسط المدينة مساء الإثنين، وذلك بالتزامن مع مسيرة جماهيرية احتفالاً بتتويج نادي ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

اقرأ كمان: مقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة وسط تمسك نتنياهو بالقضاء على “حماس” ورفضه للسلام الدائم
وأكدت شرطة ميرسيسايد أنها تلقت بلاغاً بالحادث في تمام الساعة السادسة مساءً (بتوقيت لندن)، حيث تم إيقاف السيارة فوراً في موقع الحادث، واعتقال رجل يُشتبه في تورطه.
من نفس التصنيف: بوتين يهاجم أوكرانيا وترامب يهدد بعقوبات إضافية على روسيا
إصابات ومشهد فوضوي
أظهرت لقطات مصورة من مكان الحادث طوقاً أمنياً حول شارع ووتر ستريت، الذي بدا مغطى بالنفايات عقب المسيرة الاحتفالية، بينما تمركزت سيارات الشرطة والإسعاف، إضافة إلى وجود سيارة إطفاء.
ووفقاً لشهود عيان، أسفر الحادث عن إصابة عدد من الأشخاص، وقد رُصد أحد المصابين يُنقل على نقالة، بينما شوهد رجل آخر يسير وهو يتكئ على أحد عناصر الشرطة، ولم تعلن السلطات حتى الآن عن عدد المصابين أو مدى خطورة حالتهم.
احتفالات تحولت إلى فوضى
كان آلاف المشجعين قد احتشدوا على جانبي الطرق احتفالاً بمرور حافلة مفتوحة تقل لاعبي نادي ليفربول وجهازه الفني، في مسيرة امتدت نحو عشرة أميال داخل المدينة، غير أن هذه الأجواء الحماسية سُرعان ما انقلبت إلى قلق بعد وقوع الحادث المروع.
ويُشار إلى أن الحادث وقع قرب نهاية المسيرة الجماهيرية، ما أثار المخاوف من أن يكون مقصوداً أو مدفوعاً بدوافع غير معروفة حتى الآن، ورفضت الشرطة تقديم تفاصيل إضافية بشأن هوية الموقوف أو ما إذا كانت هناك خلفية جنائية وراء الحادث، مشيرة إلى أن التحقيقات ما زالت جارية.
صدمة مزدوجة: حادث جديد يوقظ جراح الماضي
الحادثة أعادت إلى الأذهان مأساة “هيلزبره” الشهيرة في أبريل 1989، حين توفي 97 مشجعًا من أنصار ليفربول في تدافع كارثي بملعب شيفيلد وينزداي خلال مباراة كأس الاتحاد الإنجليزي، وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود، لا تزال تلك المأساة حاضرة في وجدان المدينة.
ورغم عدم وجود دلائل على وجود صلة مباشرة بين الحادثين، إلا أن تزامن الدهس مع احتفال جماهيري أعاد إلى الذاكرة مشاهد الكارثة الأولى، خاصة في ظل استمرار التحقيقات دون معلومات مؤكدة عن دوافع الحادث الحالي.
استنفار حكومي وأمني
أفادت وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه” أن رئيس الوزراء كير ستارمر ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر قد تم إبلاغهما بتفاصيل الحادث ويجري إطلاعهما على آخر المستجدات، كما تم التأكيد على أن الأجهزة الأمنية والطبية تتعامل مع الموقف بأقصى درجات الجدية.
وقال متحدث باسم خدمة إسعاف الشمال الغربي: “ندعم حالياً التعامل مع حادث في مركز مدينة ليفربول بعد تقارير عن تصادم مروري، نقوم بتقييم الوضع بالتنسيق مع بقية خدمات الطوارئ، وأولويتنا هي تقديم الرعاية الطبية العاجلة للمصابين”