مستقبل إفريقيا ودور الاستثمار في تجاوز التوترات الإقليمية

أوضح اللواء دكتور محمد عبد الباسط محمد علي، المدير العام لمركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء، أن الصراعات المسلحة والتوترات السياسية في إفريقيا تُعد من أبرز العوائق التي تواجه الاستثمار في المنطقة، حيث تؤثر هذه التحديات بشكل مباشر على رأس المال البشري وتحد من فرص النمو الاقتصادي.

مستقبل إفريقيا ودور الاستثمار في تجاوز التوترات الإقليمية
مستقبل إفريقيا ودور الاستثمار في تجاوز التوترات الإقليمية

جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر العلمي السنوي لكلية الدراسات الإفريقية العليا بعنوان: “الاستثمار في إفريقيا: فرص ريادة الأعمال وتحديات المنافسة الإقليمية والدولية”، الذي عُقد بمقر الكلية في قاعة المؤتمرات الكبرى، وذلك في إطار احتفالات “يوم إفريقيا”، وتزامن المؤتمر مع اهتمام متزايد من الدول الإفريقية بالتوسع في جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال توفير بيئة اقتصادية مواتية رغم التحديات الأمنية والسياسية القائمة

الفرص والتحديات

أوضح اللواء عبد الباسط أن إفريقيا تمتلك موارد طبيعية هائلة وسوق عمل شاب يعكس حيوية ديموغرافية، حيث يشكل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا نحو 52% من سكان القارة، هذا بالإضافة إلى التوقعات التي تشير إلى أن إفريقيا ستستحوذ على جزء كبير من الزيادة السكانية العالمية حتى عام 2050، مما يفتح أمام المستثمرين فرصًا كبيرة للنمو.

مع ذلك، أشار عبد الباسط إلى أن الاستثمارات الأجنبية في إفريقيا لا تزال تواجه تحديات جسيمة، أبرزها الصراعات المسلحة وتهديدات الجماعات المتطرفة التي تستهدف الشركات والمشروعات الاستثمارية، ووفقًا لتقرير بيئي إقليمي، فقد تكبدت إفريقيا خسائر تُقدر بنحو 195 مليار دولار سنويًا بسبب أنشطة غير مشروعة مثل التعدين والاتجار بالحياة البرية، بالإضافة إلى تأثيرات الإرهاب.

دور الأمن في التنمية

وأكد اللواء عبد الباسط أن الأمن هو العامل الحاسم لتحقيق التنمية المستدامة، حيث إن الاستقرار الأمني يُعتبر من العوامل الأساسية التي تشجع على تدفق الاستثمارات الأجنبية، وأوضح أن جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والفساد تحتاج إلى توحيد وتنظيم لمواجهة هذه التحديات بشكل فعّال، مشيرًا إلى أن غياب الإرادة السياسية ووجود تقاطعات في المصالح الدولية يزيد من تعقيد الأوضاع في بعض الدول الإفريقية.

استراتيجية موحدة للتنمية

وأشار عبد الباسط إلى أهمية وضع استراتيجية متكاملة لدعم الدول الإفريقية في مواجهة هذه التحديات، لا سيما في مجال إنفاذ القانون وتحقيق الاستقرار السياسي، وأضاف أن هذه الاستراتيجية يجب أن تشمل تشجيع التنمية البشرية وتوفير بيئة آمنة، مما يساهم في جذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز الاقتصاد الإفريقي.

فعاليات المؤتمر

عُقد المؤتمر تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور محمد أيمن عاشور، ورئيس جامعة القاهرة، الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، وشارك في المؤتمر أكثر من 150 خبيرًا وأكاديميًا ودبلوماسيًا من مصر و17 دولة إفريقية وعربية، حيث تناولت جلسات المؤتمر محاور استراتيجية مثل جذب الاستثمارات الأجنبية، وتحفيز الابتكار، والتصدي لتحديات التمويل، بالإضافة إلى تقييم تأثير التغيرات المناخية والصراعات الإقليمية على مناخ الاستثمار في القارة.

وفي ختام كلمته، أكد اللواء عبد الباسط على ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لتوفير بيئة استثمارية آمنة، مشددًا على أن إفريقيا قادرة على تحقيق تقدم كبير في هذا المجال إذا تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة الصراعات وإرساء الأمن.