أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم الإثنين، بتأجيل افتتاح أول مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، والذي كان من المقرر أن يبدأ أنشطته خلال الساعات الماضية ضمن آلية جديدة طرحتها مؤسسة غزة الإنسانية، وسط تساؤلات وتحفظات من المنظمات الأممية، وعلى رأسها الأمم المتحدة.

شوف كمان: روسيا تكشف كواليس مكالمة بوتين وترامب من غرفة مدرسة موسيقى وتحت رقابة مشددة
ووفقًا لما ذكرته هيئة البث العام الإسرائيلية “كان”، كان من المفترض تدشين المركز الأول من بين أربعة مراكز مخصصة لتوزيع المساعدات الغذائية داخل غزة، إلا أن مشكلات لوجستية حالت دون ذلك، دون توضيح طبيعة تلك الصعوبات أو الجهة المسؤولة عنها.
خطة لتوسعة التوزيع.. وأهداف طموحة للمؤسسة
تشير التقارير الإعلامية إلى أن المؤسسة تسعى إلى توسيع شبكة مراكز التوزيع داخل القطاع، لتصل المساعدات إلى أكثر من مليون فلسطيني بحلول نهاية الأسبوع الجاري، وهو ما يعادل نحو نصف عدد سكان قطاع غزة، الذي يبلغ حوالي 2.2 مليون نسمة.
ممكن يعجبك: ألمانيا تواجه خطر الانزلاق إلى الحرب و”انهيار محتمل” كما حدث في الماضي وفقاً للاعراف
ورغم الإعلان المسبق عن بدء العمل اليوم، إلا أن الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أوضح أن “الوضع سيُعاد تقييمه غدًا الثلاثاء”، لتحديد إمكانية وموعد انطلاق عمليات التوزيع الفعلي للمساعدات.
تشكك دولي في الآلية الجديدة
في المقابل، أبدى مقدمو المساعدات الدوليون، بما في ذلك الأمم المتحدة، تشككًا حيال فعالية وجدوى هذه الآلية الجديدة، في ظل استمرار القيود الأمنية، وصعوبة الوصول إلى مناطق واسعة من القطاع، إلى جانب مخاوف متزايدة من استغلال العملية لأغراض سياسية أو أمنية.
ويُعد هذا التأجيل حلقة جديدة في سلسلة التعقيدات التي تواجه عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط أوضاع إنسانية متفاقمة، ونقص حاد في المواد الغذائية والطبية في ظل الحرب المستمرة.
ويأتي هذا التأجيل في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية بشأن تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث شددت منظمات الإغاثة الدولية على ضرورة ضمان وصول المساعدات دون عوائق، والتنسيق الكامل مع الجهات الأممية لتفادي أي فوضى أو تسييس محتمل لعمليات التوزيع.
من جانبها، دعت جهات حقوقية إلى ضرورة إشراك منظمات محلية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في آلية التوزيع، بما يضمن تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا، والحد من التوترات الميدانية، وتعزيز الثقة بين السكان المدنيين والجهات المقدّمة للمساعدة.