تستعد مصر لاستقبال زيارة تاريخية للرئيس الصيني، في خطوة تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وبكين، وتفتح آفاقًا واسعة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار.

من نفس التصنيف: تباين مؤشرات البورصة المصرية في منتصف تعاملات الثلاثاء
وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الأهمية، وسط تحولات دولية متسارعة تتطلب تفعيل الشراكات بين الدول الصديقة لتحقيق التنمية المستدامة وترسيخ الاستقرار الإقليمي والدولي.
وتُعد الصين من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، فيما تمثل هذه الزيارة فرصة لتوسيع رقعة التعاون المشترك، وتوطيد التحالفات الاقتصادية في ظل الرؤية المصرية الطموحة لجذب الاستثمارات وتحويل البلاد إلى مركز صناعي وتصديري يخدم القارات الثلاث.
علاقات تاريخية وثيقة
وفي هذا السياق، أكد الدكتور جمال البيومي، أمين اتحاد المستثمرين العرب، أن الزيارة المرتقبة للرئيس الصيني تمثل أهمية خاصة لمصر، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد لعدة عقود.
وقال “البيومي” في تصريحات خاصة لـ “نيوز روم”: “مصر كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بالصين في الخمسينيات من القرن الماضي، رغم المعارضة الكبيرة من الولايات المتحدة في ذلك الوقت، ومن ثم اعترف العالم بالصين بعد ذلك”
من نفس التصنيف: كيف يمكنك التوفير في فاتورة الكهرباء وتشغيل التكييف في الصيف؟
وأضاف “البيومي” أن الصين كانت من أولى الدول التي استثمرت في منطقة التجارة الحرة بقناة السويس، وهو ما يعكس ثقة الصين الكبيرة في الاقتصاد المصري وقدرته على جذب الاستثمارات الأجنبية.
وأوضح أن موقع مصر الاستراتيجي يجعلها نقطة جذب مثالية للاستثمارات الصينية، خاصة وأنها تتيح للمستثمرين الصينيين التصدير إلى أوروبا دون جمارك، مما يساهم في توفير الوقت والتكاليف ويجعل مصر بوابة للمنتجات الصينية نحو القارات الثلاث.
بوابة للتصدير
وأكد “البيومي” أن مصر ليست مجرد سوق لـ 100 مليون مواطن، بل هي بوابة تصدير ضخمة للأسواق العربية والأفريقية والأوروبية بفضل الاتفاقيات التجارية التي تربطها مع هذه الدول، وأشار إلى أن من ينتج في مصر لا يستهدف السوق المحلي فقط، بل يمكنه الوصول إلى أسواق ضخمة دون عوائق جمركية، وهو ما يجعل الاستثمار في مصر فرصة ذهبية.
واجهة استثمارية
ولفت “البيومي” إلى أن مصر أصبحت واحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية الواعدة في المنطقة، مشيرًا إلى أن تحالفات مصر الاقتصادية مع الصين وغيرها من القوى الكبرى تعكس رؤية استراتيجية لتعزيز دور مصر كمركز صناعي وتجاري في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ومن جانبه، أكد الدكتور علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، أن الصين تُعد من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، مشيرًا إلى أن التعاون بين البلدين يشهد تطورًا ملحوظًا على صعيدي التجارة والاستثمار، في إطار العلاقات الاقتصادية المتنامية بين مصر والصين.
تنوع الصادرات المصرية
وأوضح “الإدريسي” في تصريحات خاصة لـ”نيوز رووم”، أن الصادرات المصرية إلى الصين تشمل الوقود والزيوت المعدنية، إلى جانب مصنوعات من الأحجار والأسمنت والفواكه، ما يعكس تنوع القاعدة التصديرية لمصر.
حجم التبادل التجاري
وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين خلال عام 2023، بلغ نحو 13.9 مليار دولار، من بينها صادرات مصرية بقيمة 909 ملايين دولار، مقابل واردات صينية بقيمة 12.9 مليار دولار، وهو ما يؤكد عمق العلاقات التجارية بين البلدين.
نمو الاستثمارات الصينية
فيما يخص الاستثمارات، قال “الإدريسي” إن الاستثمارات الصينية في مصر سجلت نحو 956.7 مليون دولار خلال العام المالي 2022/2023، مقارنة بـ563.4 مليون دولار في العام المالي السابق، ما يعكس ثقة المستثمرين الصينيين في السوق المصري.
منطقة “تيدا” الاستثمارية
ولفت أستاذ الاقتصاد الدولي، إلى أن منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري “تيدا” الواقعة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تُعد من أبرز المشروعات الاستثمارية الصينية في مصر، حيث تضم أكثر من 150 شركة باستثمارات تصل إلى 2 مليار دولار.
تنويع الشراكة الدولية
وأكد الإدريسي أن هذه الأرقام والاتفاقيات تعكس توجه مصر نحو تنويع الشراكات الدولية، والتوسع في التعاون مع القوى الاقتصادية الكبرى مثل الصين، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاستراتيجية الوطنية.