كشفت مصادر سياسية ودبلوماسية عراقية رفيعة أن الجيش الأمريكي قد زاد من تواجده العسكري في قاعدتي “عين الأسد” بمحافظة الأنبار و”القيارة” بمحافظة نينوى، وذلك في خطوة تُعتبر بمثابة رفع الجاهزية القصوى لمواجهة أي تهديدات محتملة للمصالح الأمريكية داخل العراق، خصوصًا مع الحديث المتزايد عن نية الحكومة لنزع سلاح الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج إطار الدولة.

مواضيع مشابهة: ترامب يطلب قائمة الطلاب الأجانب في “هارفارد” رغم الحكم القضائي
وأكدت المصادر أن القاعدتين قد تحوّلت فعليًا إلى “غرف عمليات مركزية” تُدار منها أنشطة تتعلق بحماية السفارات، والمنشآت الاقتصادية، ومقرات حكومية حساسة، في ظل تزايد التوترات الداخلية بشأن مستقبل قوات “الحشد الشعبي” المدعومة من إيران، والتي قد تواجه إجراءات حكومية مرتقبة لنزع سلاحها أو تقليص نفوذها داخل مؤسسات الدولة.
32 ألف جندي أمريكي في حالة تأهب
وتقدّر المصادر عدد القوات الأمريكية المنتشرة في العراق بنحو 32 ألف عسكري، حيث تتركز نسبة كبيرة منهم في “عين الأسد” و”القيارة”، وقد تم مؤخرًا تزويد القاعدتين بإمدادات عسكرية ولوجستية متطورة، استعدادًا لأي تصعيد محتمل قد يحدث في المرحلة المقبلة.
وشددت المصادر على أن واشنطن، وفي ضوء تقييم أمني داخلي، قد وضعت سيناريوهات مختلفة للاستجابة السريعة في حال حدوث “اختراق أمني أو خروج عن القانون”، خاصة في بغداد، بما يشمل حماية المباني الرئاسية، الوزارات، البنوك، والمنشآت السيادية.
تنسيق أمريكي ـ عراقي لمواجهة الميليشيات
بحسب المصادر، فإن الولايات المتحدة قد دخلت في تنسيق مباشر مع أطراف سياسية عراقية مؤثرة، لوضع خطة طوارئ مشتركة تهدف إلى حماية مؤسسات الدولة في حال اتخذت بغداد قرارات حاسمة ضد الحشد الشعبي، تشمل تجريد عناصره من السلاح أو إخراجهم من مواقع حكومية سيادية.
وتشير التقديرات الأمنية إلى أن بعض الفصائل المسلحة قد تحاول الرد على هذه الخطوات باقتحام منشآت حكومية أو استهداف مصالح أمريكية، وهو ما تعمل الولايات المتحدة على منعه مسبقًا عبر تمركز القوات، ونشر معدات متطورة في محيط منشآتها الحيوية.
لا خطط لتوسيع المهام.. ولكن الاستعداد قائم
وعلى الرغم من عدم وجود نية أمريكية معلنة لتوسيع مهام قواتها في العراق أو شن عمليات هجومية، إلا أن الاستعدادات الحالية تؤكد وجود تخوف أمريكي من “سلوك ميداني مفاجئ” من قبل جماعات موالية لطهران، قد يُفجّر الوضع الأمني في حال تطوّرت المواجهة بين الحكومة وميليشيات الحشد إلى صدام مباشر.
اقرأ كمان: السعودية تطلق أكبر خطة طوارئ صحية تشمل 11 طائرة إسعاف و900 سيارة إسعاف و7500 مسعف
وتبقى واشنطن، وفق مصادرها، منفتحة على التعاون مع الحكومة العراقية إذا ما قررت الأخيرة المضي قدمًا في فرض سيادة الدولة على كافة أراضيها، بما في ذلك تقليص أو إنهاء نفوذ الميليشيات التي تعمل خارج المؤسسة العسكرية الرسمية.