آسيان تبدأ القمة الثلاثية مع دول الخليج والصين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

يُعقد اليوم الثلاثاء، الموافق 28 فبراير، اجتماع قمة ثلاثي يجمع بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وست دول خليجية، في خطوة وصفها المسؤولون بأنها تهدف إلى تعزيز المرونة الاقتصادية في ظل مواجهة التقلبات العالمية والرسوم الجمركية الأمريكية.

آسيان تبدأ القمة الثلاثية مع دول الخليج والصين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية
آسيان تبدأ القمة الثلاثية مع دول الخليج والصين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

وفي افتتاح القمة التي تُعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، أكد رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم على أهمية تقوية العلاقات بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) المكونة من عشر دول ومجلس التعاون الخليجي، حيث اعتبر ذلك أساسيًا لتعزيز التعاون الإقليمي وبناء المرونة وضمان الازدهار المستدام.

كما سينضم رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى الكتلتين في أول اجتماع لهما من نوعه في وقت لاحق من اليوم، حيث تسعى بكين لتقديم نفسها كحليف موثوق للمنطقة.

وأشار أنور إلى أن شراكة آسيان ومجلس التعاون الخليجي لم تكن يومًا أكثر أهمية مما هي عليه اليوم، في ظل المشهد العالمي المتزايد التعقيد الذي يتسم بعدم اليقين الاقتصادي والتحديات الجيوسياسية.

ماليزيا، الرئيس الحالي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، تضم أيضًا بروناي وكمبوديا ولاوس وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.

تعزيز التعاون لمواجهة الأزمات

وأفاد ولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الصباح بأن الكتلتين، اللتين عقدتا قمتهما الأولى في الرياض عام 2023، ستبنيان على الزخم لتعزيز التعاون وتحسين القدرة على مواجهة الأزمات.

وأضاف أن مجلس التعاون الخليجي يُعتبر سابع أكبر شريك تجاري لآسيان، حيث بلغ إجمالي التجارة 130.7 مليار دولار أمريكي في عام 2023.

يضم مجلس التعاون الخليجي الدول المنتجة للنفط وهي البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وصرح أنور الأسبوع الماضي بأن مجلس التعاون الخليجي يتمتع بالفعل بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، وأنه يرغب في التقرب من الصين أيضًا.

سياسة الحياد

حافظت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على سياسة الحياد، حيث تواصلت مع كل من بكين والولايات المتحدة، لكن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة كانت بمثابة ضربة موجعة، حيث كانت ستة من أعضاء الرابطة من بين الأكثر تضررًا، حيث تراوحت الرسوم الجمركية بين 32% و49%.

الرسوم الجمركية

أعلن ترامب في أبريل عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على معظم دول العالم، وأبرم هذا الشهر اتفاقًا مماثلًا مع الصين، منافسته الرئيسية، مما خفف من حدة توترات الحرب التجارية، ويسعى أنور إلى عقد قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا مع ترامب بشأن الرسوم الجمركية.

قال كولينز تشونغ يو كيت، محلل الشؤون الخارجية والاستراتيجية والأمن في جامعة مالايا، إن رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) يُنظر إليها على أنها تميل نحو الصين، وقد فشلت في اتخاذ إجراءات حازمة ضد عدوان بكين في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، حيث تمتلك الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (فيتنام والفلبين وماليزيا وبروناي) مطالبات متداخلة مع الصين، التي تؤكد سيادتها على كامل بحر الصين الجنوبي تقريبًا.

وأشار تشونغ إلى أنه بينما تعتمد رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على الدعم الدفاعي الأمريكي، فإنها تزيد من اعتمادها وشراكتها مع الصين وغيرها من منافسي الولايات المتحدة.

واختتم بقوله: إذا استمر هذا الوضع في ظل إدارة ترامب الحالية، فسيتيح لواشنطن مجالًا أكبر للابتعاد عن المنطقة، مما سيؤدي إلى كارثة ويعزز الوجود الصيني