كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير ميداني حديث أن العملية البرية الإسرائيلية المعروفة باسم “عربات جدعون”، والتي أُطلقت في 18 مايو ضد قطاع غزة، تسير بوتيرة بطيئة على الأرض، رغم التصريحات النارية التي سبقتها، والتهديدات الإسرائيلية المتكررة بتصعيد أوسع ما لم تستجب حركة حماس لشروط وقف إطلاق النار.

اقرأ كمان: الرئيس الفرنسي يتعرض لصفعة قلم من زوجته والإليزيه يرد
ووفق التقرير، فإن الجيش الإسرائيلي لم يُحرز تقدمًا واضحًا نحو المدن الفلسطينية الكبرى، مثل خان يونس ومدينة غزة، وهو ما يُعد تراجعًا تكتيكيًا مقارنة بمرحلة الهجوم الأولى التي بدأت في أكتوبر 2023، حين اندفعت القوات الإسرائيلية إلى عمق المدن والمخيمات.
تكتيك “الغموض العملياتي”
وفي محاولة لتبرير بطء التقدم الميداني، قالت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، إن “الجيش يتعمّد الغموض بشأن تحركاته لحماية القوات على الأرض”، مضيفة أن المعلومات تُنشر وفق ما يخدم الخطة العملياتية دون المساس بالأمن الميداني.
لكن على الأرض، تُظهر صور أقمار صناعية التُقطت في 20 مايو، نشاطًا عسكريًا مكثفًا قرب الحدود الشمالية والجنوبية للقطاع، بما في ذلك محيط رفح وخان يونس، حيث وثّقت الصور دمارًا واسع النطاق، يعكس اشتداد القصف الجوي والمدفعي.
تصعيد خطابي وخطة “السيطرة الأمنية”
وفي السياق ذاته، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن الجيش قد يفرض سيطرة أمنية مباشرة على قطاع غزة بعد انتهاء العمليات، وهي خطة يعتبرها محللون بمثابة إعادة احتلال فعلي للقطاع، قد تفضي إلى تهجير واسع للسكان نحو الجنوب، وسط تحذيرات أممية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة.
تحرك دبلوماسي دولي وتوبيخ غربي نادر
وبالتوازي مع العمليات الميدانية، تواجه إسرائيل انتقادات متصاعدة من حلفائها الغربيين التقليديين، حيث أصدرت بريطانيا وفرنسا وكندا توبيخًا علنيًا نادرًا لحكومة نتنياهو، داعين إلى وقف فوري للهجوم العسكري الذي وصفوه بأنه “يفاقم المعاناة المدنية ويُجهض جهود وقف إطلاق النار”.
وتُعد هذه التصريحات مؤشراً على اتساع هوة الخلاف بين إسرائيل وشركائها الدوليين، لا سيما في ظل التراجع الواضح في الدعم العلني لمواصلة الحملة العسكرية دون أفق سياسي واضح.
مقال مقترح: الرئيس الفرنسي يتعرض لصفعة قلم من زوجته والإليزيه يرد
مساعدات محدودة ونهب منظم
على الجانب الإنساني، تزامنت عملية “عربات جدعون” مع استئناف دخول جزئي للمساعدات بعد انقطاع استمر أكثر من شهرين، وأعلنت الهيئة العسكرية الإسرائيلية المشرفة على الشؤون الإنسانية أن أكثر من 400 شاحنة محملة بالغذاء والدواء والوقود دخلت غزة منذ بدء العملية.
لكن مسؤولين في الإغاثة الدولية قالوا إن هذه الكمية تشكل نسبة ضئيلة مما يحتاجه القطاع لتخفيف الأزمة الإنسانية، مشيرين إلى صعوبات ضخمة في توزيع المساعدات، أبرزها تعرض 15 شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي للنهب، ما يعكس تدهور الأمن داخل غزة في ظل استمرار العمليات العسكرية.