تراجع أسعار النفط مع انتظار قرارات أوبك+ وزيادة مخاوف تخمة المعروض

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025، لتواصل خسائرها للجلسة الثانية على التوالي، وذلك في ظل تزايد التوقعات بأن تحالف أوبك+ قد يتجه نحو تسريع وتيرة زيادة الإنتاج، مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن زيادة المعروض مقارنةً بالطلب العالمي المتباطئ.

تراجع أسعار النفط مع انتظار قرارات أوبك+ وزيادة مخاوف تخمة المعروض
تراجع أسعار النفط مع انتظار قرارات أوبك+ وزيادة مخاوف تخمة المعروض

تراجع محدود للأسعار

بحلول الساعة 06:04 صباحًا بتوقيت غرينتش “09:04 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة”، سجل خام برنت القياسي، تسليم يوليو 2025، انخفاضًا بنسبة 0.20%، ليصل إلى 64.61 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يوليو، بنسبة 0.34%، لتصل إلى 61.32 دولارًا للبرميل

وكان الخامان قد سجّلا خسائر أسبوعية خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.9% لبرنت و0.7% لغرب تكساس، بعد أسبوعين من المكاسب، مع تصاعد التوقعات بزيادة الإنتاج في اجتماع أوبك+ المقرر بداية يونيو.

ضغوط من قرارات الإنتاج

تأتي التراجعات الأخيرة في ظل ترقب اجتماع تحالف أوبك+ هذا الأسبوع، والذي يتوقع أن يشهد قرارًا بزيادة الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا بدءًا من يوليو المقبل.

وكانت السعودية و7 دول أخرى في أوبك+ قد أعلنت في 3 مايو الجاري عن تسريع خطة التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج، بإضافة الكمية نفسها خلال يونيو، وهو ما يمثل سقفًا للإنتاج لا يُشترط بالضرورة الوصول إليه فعليًا.

ورغم أن كبار المنتجين أكدوا مرونة في قراراتهم، مع إمكانية وقف أو إلغاء الزيادات المخطط لها إذا اقتضت ظروف السوق، فإن الأسواق تتفاعل سلبيًا مع احتمالات زيادة المعروض.

ترقب السوق لاحتمالات زيادة إمدادات أوبك

قال دانيال هاينز، كبير استراتيجيي السلع في بنك ANZ، إن “أسعار النفط انخفضت قليلًا وسط ترقب السوق لاحتمالات زيادة إمدادات أوبك”.

وأشار إلى أن حالة الحذر لا تزال تهيمن على السوق، انتظارًا لقرارات رسمية قد تُحدث تحولًا في التوازن بين العرض والطلب.

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إن أوبك+ لم تناقش حتى الآن زيادة الإنتاج بشكل رسمي، لكنه أشار إلى أن اتفاق حصص الإنتاج قد ينتهي في الاجتماع الافتراضي يوم 28 مايو الجاري.

وأكدت مصادر في أوبك+ لرويترز أن 8 دول من الأعضاء الذين تعهدوا بتخفيضات طوعية إضافية سيجتمعون في 31 مايو، أي قبل الموعد المحدد سابقًا، مما يشير إلى احتمالات حسم مبكر لملف زيادة الإنتاج.

تطورات دولية مؤثرة

في سياق موازٍ، خفّف قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتمديد المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو من حدة المخاوف بشأن فرض رسوم جمركية قد تؤثر على الطلب على الوقود، وهو ما ساهم في الحد من تراجع الأسعار.

من جهة أخرى، أعلنت شركة النفط الوطنية الإيرانية عن رفع سعر البيع الرسمي لخامها الخفيف للمشترين الآسيويين لشهر يونيو إلى 1.80 دولارًا فوق متوسط عمان/دبي، ارتفاعًا من 1.65 دولارًا في مايو، في خطوة تُظهر رغبة إيران في الحفاظ على حصتها السوقية.

أما على الصعيد السياسي، فقد أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده قادرة على الاستمرار حتى في حال فشل المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، وإذا فشلت تلك المحادثات بالفعل، فإن استمرار العقوبات قد يحدّ من الإمدادات الإيرانية، ما قد يشكل عامل دعم محتمل لأسعار النفط في المرحلة المقبلة
.

تواجه أسعار النفط ضغوطًا من الترقب الحذر في الأسواق حيال قرارات تحالف أوبك+ بشأن زيادة الإنتاج، في وقت لا تزال فيه مؤشرات الطلب العالمي غير مستقرة، وبينما تسعى الدول المنتجة للحفاظ على استقرار السوق، فإن حالة عدم اليقين الجيوسياسية والتجارية تواصل التأثير على توقعات الأسعار، ما يجعل جلسات التداول المقبلة حاسمة في تحديد اتجاهات السوق خلال النصف الثاني من العام الجاري.