في تصريح قوي، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن مشروع “القبة الذهبية” الأمريكي للدفاع الصاروخي يمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الاستراتيجي العالمي، مشددة على أن الاتجاه الحالي للعقيدة العسكرية الأمريكية يكشف عن نية واضحة لتنفيذ ضربات استباقية هجومية.

مقال مقترح: الهجرة عبر كريت تشتعل وإنقاذ أكثر من 500 مهاجر قبالة سواحل اليونان
وأوضحت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي رسمي، أن بناء نظام القبة الذهبية يهدف إلى تعزيز تطوير وسائل الاستهداف المسبق لصواريخ العدو وبنيته التحتية، مما يعكس توجهًا خطيرًا في العقيدة الأمريكية، حيث يعد هذا نهجًا مغامرًا يهدد أسس الاستقرار الاستراتيجي.
روسيا تراقب.. وتحذر من عسكرة الفضاء
على الرغم من أن موسكو كانت قد اعتبرت في السابق أن بناء نظام الدرع الصاروخية هو شأن أمريكي سيادي، إلا أنها أكدت على ضرورة التواصل مع روسيا بشأن هذا الأمر، نظرًا لتأثيراته المحتملة على توازن القوى الاستراتيجي وسباق التسلح العالمي، خاصة في الفضاء.
كما تثير المخاوف الروسية من عسكرة الفضاء القلق، خاصة أن النظام المزمع يتضمن قدرات فضائية هجومية ورصدًا مبكرًا متعدد المستويات، مما يسمح برصد وتدمير الصواريخ في جميع مراحلها، بدءًا من لحظة إطلاقها وصولاً إلى اقترابها من أهدافها.
ما هي “القبة الذهبية”؟
المشروع، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب رسمي من المكتب البيضاوي، يُصوَّر كمنظومة دفاعية وطنية شاملة، سيتم بناؤها بالكامل داخل الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تكون جاهزة للعمل قبل نهاية ولايته الثانية في عام 2029.
مواضيع مشابهة: انفجار كبير يضرب مصنع مواد كيميائية في مقاطعة شاوندونغ الصينية
ويشرف على تنفيذ المشروع الجنرال مايكل جيتلين، نائب قائد العمليات الفضائية الأمريكي، وتتضمن الخطة:
- أقمار صناعية للمراقبة والاعتراض
- منصات أرضية وجوية وفضائية لاعتراض الصواريخ
- قدرات على تنفيذ ضربات استباقية ضد مواقع إطلاق محتملة
- أنظمة لرصد وتدمير الصواريخ عبر أربع مراحل رئيسية: قبل الإطلاق، في الانطلاق، خلال التحليق، وفي مرحلة الاقتراب من الهدف
شركاء المشروع.. وتساؤلات سياسية في الداخل الأمريكي
تواجه “القبة الذهبية” تدقيقًا سياسيًا حادًا في الكونغرس، خاصة من قبل مشرعين ديمقراطيين عبروا عن مخاوفهم بشأن تكلفة المشروع الضخمة، وغموض معايير التعاقدات، بالإضافة إلى دور شركة “سبيس إكس” المملوكة لإيلون ماسك، الحليف السياسي المعروف لترامب، والتي تعد من أبرز المرشحين لتنفيذ أجزاء رئيسية من المشروع إلى جانب شركتي “بالانتير” و”أندوريل”.
ويعتبر المراقبون أن المشروع مستوحى من نظام “القبة الحديدية” الإسرائيلي، ولكنه يتسم بطموح أكبر وتوسع أوسع، حيث يهدف إلى إنشاء شبكة دفاعية متكاملة تشمل جميع المجالات—البرية والبحرية والجوية والفضائية.