هل سيتجاوز سعر الدولار 60 جنيهًا في البنوك قريبًا؟

فتحت بعض المؤسسات الدولية النقاش حول توقعات ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الفترة القادمة، حيث توقعت مؤسسات مثل «فيتش وهيرمس ستاندرد آند بورز» في تقريرها الأخير أن يصل السعر إلى ما بين 55 إلى 60 جنيهًا للدولار الواحد، وقد أيد الخبراء المصرفيون هذه التوقعات رغم استبعادهم وصول الدولار إلى 60 جنيهًا في الوقت الراهن.

هل سيتجاوز سعر الدولار 60 جنيهًا في البنوك قريبًا؟
هل سيتجاوز سعر الدولار 60 جنيهًا في البنوك قريبًا؟

يتبع البنك المركزي المصري سياسة سعر الصرف المرن، وفقًا لآليات العرض والطلب منذ مارس 2022، وهذا النظام يشبه ما تتبعه عملات رئيسية مثل الجنيه الإسترليني واليورو، كما صرح حسن عبدالله محافظ البنك المركزي.

وأوضح عبد الله أن السيولة النقدية في القطاع المصرفي المصري كافية لضمان توفير مجموعة متنوعة من المنتجات المصرفية، مما يسهل حركة الاستثمارات ويعزز دور القطاع المصرفي في دعم الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن البنك المركزي يعمل على خلق بيئة اقتصادية مستقرة تشجع المستثمرين على ضخ رؤوس أموال جديدة في السوق المصري.

توحيد سعر الصرف

ساهمت قرارات مارس 2024 بشأن توحيد سعر الصرف في تعزيز موارد النقد الأجنبي، بجانب زيادة تحويلات المصريين في الخارج وارتفاع الاحتياطي الأجنبي إلى مستوى قياسي تجاوز 47 مليار دولار.

وكشفت بيانات البنك المركزي المصري عن ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى 48.144 مليار دولار بنهاية شهر أبريل الماضي، مقارنة بـ 47.757 مليار دولار في مارس 2025، مما يعكس زيادة قدرها 387 مليون دولار.

يتكون الاحتياطي النقدي في مصر من احتياطي الدولة من الذهب، وعوائد قناة السويس، وحصيلة الصادرات المصرية، وتحويلات المصريين العاملين بالخارج.

الحكومة باعت أذون خزانة بالدولار الأميركي بقيمة 984.9 مليون دولار

في أبريل الماضي، أظهرت بيانات البنك المركزي أن مصر قامت ببيع أذون خزانة مقومة بالدولار الأميركي بقيمة 984.9 مليون دولار لأجل عام، وذلك في عطاء يوم الاثنين بمتوسط عائد بلغ 4.250%.

تأتي هذه الأذون الجديدة لتحل محل أذون خزانة أخرى مستحقة بالدولار كانت قيمتها 997.6 مليون دولار بمتوسط عائد قدره 5.149%.

وكشفت مؤسسة وكالة «ستاندرد آند بورز» أنه من المتوقع أن يرتفع سعر الدولار بمقدار 4 جنيهات مع نهاية العام، ليصل إلى 55 جنيها بنهاية يونيو 2025، قبل أن يصل إلى 57 جنيها مع بدء العام المالي المقبل، كما توقعت شركة إي إف جي هيرميس ارتفاع متوسط سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري إلى 51.75 جنيهًا خلال العام المالي المقبل، مقارنة بتقديراتها السابقة البالغة 49.9 جنيهًا للعام المالي الحالي.

كما رجحت وكالة فيتش سوليوشنز أن تحركات سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في الوقت الحالي تعكس الضغوط الحالية، مما يؤكد نهج مصر في اتباع سعر صرف مرن، وتعهدت بأن يعود الجنيه للتحسن مجددًا بعد تراجع الضغوط على طلب العملة.

توقعات سعر الدولار

رجح خبراء مصرفيون ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه بقيمة تتراوح بين 53 إلى 56 جنيهًا في الفترة المقبلة، نتيجة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

أوضحت الخبراء في تصريحات لـ «نيوز رووم» أن حركة سعر صرف العملات الأجنبية تأتي نتيجة للتقلبات التي قد تطرأ في الأسواق المحلية، وأبرزها عملية الدولرة بين المضاربين على سعر العملة.

وأضاف الخبراء أن خفض التصنيف الائتماني لمصر سيكون له تأثير سلبي على زيادة سعر الصرف خلال الفترة المقبلة في البنوك العاملة في السوق المصرية.

وكشفت مصادر مطلعة أنه من المتوقع ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري بقيمة تتراوح بين 53 إلى 56 جنيهًا في الفترة المقبلة، مضيفًا أن تداعيات الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم تلعب دورًا في ذلك.

أضافت المصادر أن قرار المؤسسات التمويلية الدولية باستقرار التصنيف الائتماني لمصر جاء نتيجة عدة إجراءات قام بها البنك المركزي المصري، أبرزها مرونة سعر الصرف وزيادة التدفقات من العملات الأجنبية والاحتياطي النقدي الأجنبي.

وفي سياق متصل، قال الخبير الاقتصادي حسن الصادي إن ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية يأتي وفقًا لآليات العرض والطلب، مشيرًا إلى أن البنوك المحلية ملتزمة بتعليمات “المركزي” المصري بتطبيق سعر صرف مرن.

وأضاف الصادي أن الضغوط الجيوسياسية قد تؤثر سلبًا في خروج المستثمرين الأجانب إلى أدوات الدين المصرية (أذون وسندات الخزانة) مرة أخرى، وهو ما أثر على زيادة حركة الدولار في البنوك.

وأوضح «الصادي» أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية دفعت بعض المضاربين إلى الاتجاه للدولرة، مما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار خلال الأيام الماضية، وأكد أن السياسات النقدية أصبحت مبنية على أساس مؤسسي، بعيدًا عن ردود الفعل اللحظية، مما ساعد في تصحيح مسار السوق وتقليص الاختلالات.