مع استمرار تقليص الدعم العسكري الأمريكي المباشر، تواجه أوكرانيا ضغطًا متزايدًا لتأمين أنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” في وقت تشهد فيه البلاد أعنف موجة من الهجمات الجوية الروسية منذ بداية الحرب في فبراير 2022، والتي شملت مئات الطائرات المسيّرة وصواريخ “كروز”، وفقًا لما أعلنته كييف.

شوف كمان: حلم ترامب يتعثر في بناء “القبة الذهبية” بدون كندا
وقد وصفت أوكرانيا الصواريخ الباليستية الروسية بأنها “الأكثر رعبًا”، مشددة على أنها لا تستطيع التصدي لها بفعالية دون امتلاك منظومة “باتريوت”، بحسب ما أفادت به صحيفة واشنطن بوست.
“رايثيون” توسّع الإنتاج
وأشار دبلوماسي أوروبي في كييف إلى أن شركة Raytheon الأمريكية المصنعة للمنظومة لا تزال تعمل على توسيع خطوط إنتاجها لتلبية الطلب المتزايد، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تحتاج للاحتفاظ بجزء كبير من تلك الأنظمة لأغراضها الدفاعية الذاتية، مما يُفسّر التباطؤ في تسليم المنظومات للحلفاء، بما في ذلك أوكرانيا.
لا مساعدات بلا مقابل
وفي تحول ملحوظ عن سياسة الإدارة السابقة، رجّح مسؤولون أوكرانيون أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تستعد لولاية ثانية محتملة، ستوافق على بيع أنظمة “باتريوت” لأوكرانيا بدلاً من تقديمها كمساعدات مجانية.
وقال مسؤول أوكراني رفيع: “إنهم يفكرون كرجال أعمال، إذا أعطيتك شيئًا، عليك أن تعطيني شيئًا في المقابل… علينا أن نتكيف مع هذا الأمر”
ويعكس هذا التوجه المنطق التجاري الذي يتبناه ترامب في سياساته الخارجية، خاصة فيما يتعلق ببيع الأسلحة، ويأتي ضمن إعادة هيكلة شاملة للدعم الأمريكي المباشر في الملفات الدولية، بما في ذلك النزاعات العسكرية.
صفقات سابقة وموافقة مشروطة
وقد سمحت إدارة ترامب في وقت سابق لألمانيا بإعادة تصدير بعض مكونات “باتريوت” إلى أوكرانيا، بعد توقيع صفقة معادن استراتيجية بين كييف وواشنطن في أبريل الماضي، ومع أن الولايات المتحدة تمتلك حق النقض (الفيتو) على إعادة بيع أي معدات عسكرية أمريكية، فإن الموافقات السابقة تعزز من فرص إبرام صفقة بيع رسمية مستقبلية.
شوف كمان: جنرال إيراني يؤكد أن أمريكا لجأت للمفاوضات بعد فشل القوة العسكرية
تصاعد التوترات وسط مراوحة المفاوضات
في هذه الأثناء، يستمر الجمود في مفاوضات وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، رغم الضغط الأمريكي لعقد هدنة مؤقتة، وكانت أوكرانيا قد وافقت سابقًا على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يومًا بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكن روسيا ترفض أي اتفاق دون التوصل إلى “شروط وضمانات ضرورية”.
وتُفسّر بعض المصادر السياسية هذا الجمود بأنه جزء من استراتيجية روسية لكسب الوقت ميدانيًا، في ظل احتفاظها بالمبادرة العسكرية، بينما تحاول أوكرانيا تعزيز دفاعاتها الجوية لمواجهة الموجات الجوية القادمة.