أثارت جدارية مثيرة للجدل، رسمت على جدران مدرسة ثانوية في العاصمة الإيطالية روما، تُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يُقبل الزعيم النازي أدولف هتلر، موجة من الغضب العارم في الأوساط السياسية والشعبية الإيطالية والإسرائيلية، خاصة مع تصاعد الانتقادات الأوروبية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

اقرأ كمان: كير ستارمر يعبّر عن رأيه في حادث دهس ليفربول ويصف المشاهد بالمروعة ويؤكد أن أفكاره مع المصابين
ووفقًا لما ذكرته صحيفة لا ريبوبليكا، فإن الفنانة الإيطالية الشهيرة في فن الشارع، المعروفة باسم “لايكا”، هي من رسمت الجدارية التي حملت عنوانًا لافتًا: “الحل النهائي”، في إشارة صادمة إلى خطة الإبادة التي نفذها النظام النازي ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية
جدارية في شوارع إيطاليا تثير غضب إسرائيل
تُظهر الجدارية نتنياهو في وضع حميمي مع هتلر، حيث يعانقه الأخير ويبدو كأنه يُشيد بإدارته للصراع في غزة، وقد قوبلت هذه الصورة بموجة من الانتقادات، واعتُبرت تحريضية وصادمة، لما تحمله من تشبيه مثير للجدل بين نتنياهو وهتلر.
مقال له علاقة: تحطم مأسوي لطائرة هليكوبتر روسية Mi-8 في منطقة أوريو | فيديو
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، دافعت “لايكا” عن عملها الفني، مؤكدةً أن الصور المتطرفة من هذا النوع تهدف إلى إثارة الانتباه العام والإعلامي تجاه ما وصفته بـ”الفظائع” الجارية في غزة، حيث قالت: “الحكومة الإسرائيلية، بدعم مباشر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخاصة إيطاليا وألمانيا، تواصل حملة ممنهجة لإبادة الشعب الفلسطيني”
وصفت لايكا العملية العسكرية الإسرائيلية، المعروفة باسم “عربات جدعون”، بأنها “حملة تطهير عرقي”، مؤكدةً أن الجيش الإسرائيلي احتل 81% من مساحة قطاع غزة، وتسبب في مجاعة جماعية، ودمّر البنية التحتية للقطاع، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف، بينهم أكثر من 20 ألف طفل، حسب زعمها.
وأضافت: “لطالما كانت غزة سجنًا مفتوحًا، والآن تحوّلت إلى أرض مدمرة بالكامل، والمرحلة التالية هي طرد من تبقى من السكان”
جدارية في شوارع إيطاليا تثير غضب إسرائيل
انتقاد صمت أوروبا
هاجمت الفنانة ما وصفته بـ”النفاق الغربي”، قائلة: “فرضت أوروبا عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، لكنها تلتزم الصمت تجاه الجرائم الإسرائيلية”، واتهمت الاتحاد الأوروبي بـ”تمويل” ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية” للفلسطينيين، بينما يُقمع كل من يحتج دفاعًا عن القضية الفلسطينية
ودعت لايكا الجاليات اليهودية إلى اتخاذ موقف ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، قائلة: “لا يمكن لأي شخص ذاق معاناة الهولوكوست أن يظل صامتًا تجاه ما يحدث في غزة”، كما انتقدت الحكومة الإيطالية، متهمةً إياها بالتواطؤ والصمت، خصوصًا حيال حوادث مؤلمة مثل مقتل أطفال الطبيب الفلسطيني علاء النجار التسعة في غارة جوية إسرائيلية
وكتبت: “يبدو أننا لم نتعلم شيئًا من التاريخ، إن تدمير غزة يُهدد ليس فقط مستقبل الفلسطينيين، بل مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا”
جدارية في شوارع إيطاليا تثير غضب إسرائيل
تصاعد معاداة إسرائيل في الشارع الإيطالي
تأتي هذه الحادثة في ظل موجة متزايدة من المشاعر المعادية لإسرائيل في الشارع الإيطالي خلال الأشهر الأخيرة، والتي شملت وقائع طرد زبائن إسرائيليين من المقاهي والمطاعم، وظهور ملصقات على المحال التجارية مكتوب عليها عبارات مثل “ممنوع دخول الإسرائيليين” و”الصهاينة غير مرحب بهم”، فضلًا عن شعارات معادية للسامية استهدفت الإسرائيليين واليهود الإيطاليين الداعمين لإسرائيل.
ورغم هذا التوتر، لا تزال إيطاليا وجهة سياحية مفضلة للإسرائيليين، إذ لطالما تمتعت بعلاقات جيدة معهم، وتُعد الحكومة الإيطالية الحالية، بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، من أبرز الداعمين الأوروبيين لسياسات إسرائيل، لا سيما في إطار ما تصفه بـ”الحرب على الإرهاب”.
لكن المشاعر العامة في بعض الأوساط، لا سيما بين الطلاب الجامعيين، والمنظمات اليسارية، وجاليات المهاجرين، باتت أكثر انتقادًا لسياسات تل أبيب، وازدادت حدة الأصوات الرافضة للعدوان على غزة، ما يعكس تغيرًا تدريجيًا في الرأي العام داخل أوروبا تجاه الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وقد أثارت الجدارية في روما انقسامًا واسعًا بين من رأى فيها فنًا احتجاجيًا جريئًا، ومن اعتبرها تعبيرًا خطيرًا وغير مسؤول يُغذي الكراهية والتطرف في الخطاب السياسي والفني.