رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، الاتهامات الموجهة لإسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في قطاع غزة، معتبراً أن تلك المزاعم “لا أساس لها من الصحة”.

مقال مقترح: ترامب يراهن على تقليص نفوذ إيران في سوريا والتطبيع مع إسرائيل بعد رفع العقوبات
وفي خطاب ألقاه باللغة الإنجليزية من مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، دافع نتنياهو بشدة عن سياسات حكومته في القطاع، قائلاً: “لا ترى أحداً، ولا واحداً، هزيلاً منذ بداية الحرب وحتى اليوم”، مشيراً إلى غياب ما وصفه بـ”أدلة على سوء التغذية”، وهو ما يتناقض مع تحذيرات متكررة صادرة عن منظمات أممية وجهات إغاثة دولية من مجاعة وشيكة تضرب شمال القطاع تحديداً
دفاع عن آلية المساعدات
ودافع نتنياهو عن خطة توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، التي انطلقت بدعم أمريكي عبر إنشاء ممر بحري، واصفاً إياها بأنها “أداة حاسمة لإضعاف حماس”، مشيراً إلى أن الحركة “تنهب المساعدات وتستخدمها كأداة حكم”، وهي تهمة تنفيها حماس بشكل متكرر.
وأقر نتنياهو بحدوث ما وصفه بـ”فقدان مؤقت للسيطرة” أثناء اجتياح آلاف الفلسطينيين لأحد مواقع توزيع المساعدات جنوبي غزة مؤخراً، قائلاً: “لحسن الحظ، استعدنا السيطرة، سنقيم المزيد من هذه المواقع لضمان استمرارية التوزيع”
نستهدف حماس لا المدنيين
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن حكومته اتبعت منذ بداية الحرب سياسة تستهدف “حماس وليس المدنيين”، مضيفاً: “اتخذنا إجراءات للسماح بإخلاء المدنيين من مناطق القتال وتزويدهم بالمتطلبات الأساسية من غذاء وماء ودواء، كما يقتضيه القانون الدولي والمنطق السليم”
من نفس التصنيف: الصحة السعودية تطمئن الحجاج بعدم وجود أوبئة وتقديم أكثر من 50 ألف خدمة طبية حتى الآن
انعدام كارثي للأمن الغذائي
ورغم هذه التصريحات، تُظهر الوقائع الميدانية صورة مغايرة، فقد أغلقت إسرائيل كافة المعابر إلى غزة بين 2 مارس وأوائل مايو، مانعة دخول المساعدات بجميع أشكالها، ما تسبب في تدهور حاد للأوضاع الإنسانية، وفق ما أفادت به منظمات دولية.
وحذرت الأمم المتحدة، ومنظمات كـ”أطباء بلا حدود” و”أنقذوا الأطفال”، من أن مئات الآلاف يعانون “انعداماً كارثياً للأمن الغذائي”، وأن المجاعة باتت تهدد الشمال الغزي بشكل خاص، حيث تسجل المستشفيات حالات وفاة نتيجة الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والرضع.
وقد أثارت تصريحات نتنياهو التي تنفي وجود سوء تغذية، موجة استنكار من قبل منظمات إنسانية وصحفيين دوليين، في ظل تدفق صور وتقارير توثق هشاشة الأوضاع في القطاع.