كشف فريق من الباحثين في جامعة ميشيغان، من خلال دراسة حديثة ومثيرة للاهتمام، أن ملامح وجه الأب قد تعكس مؤشرات على جنس مولوده الأول، مما يفتح أفقًا جديدًا لفهم العلاقة المعقدة بين الجينات، والهرمونات، والمظهر الخارجي.

مقال له علاقة: اكتشاف مفترس بحري ثلاثي العيون من العصر الكامبري يثير دهشة علماء الحفريات
ملامح الوجه الذكورية ترتبط بإنجاب الذكور
وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة (Adaptive Human Behaviour and Physiology)، فإن الآباء الذين يمتلكون ملامح وجه “ذكورية مهيمنة” مثل الفك العريض، وعظام الوجنتين البارزة، والحواجب الكثيفة، يميلون بنسبة تصل إلى 83% إلى إنجاب طفل ذكر كأول مولود.
يعتقد الباحثون أن هذه الملامح تعكس مستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون، وهو عامل قد يلعب دورًا بيولوجيًا في تحديد جنس الطفل الأول، وأكدت الدراسة أن هذه العلاقة تظل قوية بغض النظر عن عوامل مثل جاذبية الأب أو عمره.
الإشارات البيولوجية غير المباشرة
على الرغم من النتائج اللافتة، يؤكد الفريق البحثي أن هذه العلاقة ليست حتمية أو قاطعة، بل تظل ضمن إطار الاحتمالات الإحصائية، إذ تلعب عوامل أخرى مثل التركيبة الجينية، والحالة النفسية، والبيئة المحيطة، والتوازن الهرموني لدى الأم، دورًا معقدًا ومتكاملاً في تحديد جنس الجنين.
أشارت الدراسة إلى أن التحليل لا يعني أن ملامح الوجه تحدد مصير الأبوة، لكنها قد تكون جزءًا من “الإشارات البيولوجية غير المباشرة” التي تؤثر في نتائج الحمل، وقد تلعب دورًا تطوريًا عميقًا في التاريخ البشري.
أمثلة من المشاهير تدعم الفرضية
استشهد الباحثون بأمثلة من الواقع لدعم النتائج، حيث يُلاحظ أن عددًا من نجوم هوليوود المعروفين بملامحهم القوية، مثل توم هاردي، راسل كرو، وجايسون ستاثام، أنجب كل منهم ذكراً كأول مولود له.
في المقابل، فإن مشاهير بملامح أكثر نعومة أو أقل حدة، مثل زين مالك وكيث أوربان، أنجبا إناثًا كأول مواليد لهما، مما يعزز من مصداقية الفرضية المطروحة في الدراسة.
مواضيع مشابهة: دراسة تشير إلى أن إعادة إعمار غزة ستنتج حوالي 30 طنًا من ثاني أكسيد الكربون
الدراسة تفتح أفقًا جديدًا لفهم السلوك البشري والتكاثر
يرى عدد من علماء النفس التطوري أن هذه النتائج تساهم في تطوير فهم أعمق للروابط بين المظهر الخارجي والسلوك التناسلي، خاصةً في إطار نظرية الانتقاء الجنسي التي طرحها داروين، كما قد تُستخدم مستقبلاً كجزء من أدوات تحليل الخصوبة والأنماط الوراثية في مجالات الطب، وعلم الإنسان، وحتى في الذكاء الاصطناعي المرتبط بتحليل السمات الوجهية.