اتهم نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، اليوم الأربعاء، الاتحاد الأوروبي باتباع سياسات تشير إلى استعدادات لمواجهة عسكرية مباشرة مع موسكو، في تصعيد جديد للهجة الخطاب بين الجانبين.

اقرأ كمان: الوفد الوزاري العربي يعبر عن استنكاره لعدم السماح له بزيارة الضفة الغربية من قبل الاحتلال
وفي تصريحات لصحيفة إزفيستيا الروسية، أوضح غروشكو: “إذا نظرنا إلى سياسة الاتحاد الأوروبي وعملية البناء العسكري الجارية، يتضح أنها تعكس استعدادًا منهجيًا لصدام عسكري”
لا مؤشرات على تسوية سياسية في الملف الأوكراني
وانتقد المسؤول الروسي المواقف الأوروبية تجاه الأزمة الأوكرانية، معتبرًا أنها “تفتقر لأي مقاربة تسهم في تقريب وجهات النظر أو فتح مسار نحو تسوية سياسية”، بل على العكس، كما أضاف، فإن الهدف الاستراتيجي المعلن للاتحاد الأوروبي هو “إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا وتشديد الخناق الاقتصادي عليها”.
عقوبات أوروبية ترتد على أصحابها؟
وفي السياق نفسه، أشار غروشكو إلى أن الحزمة الجديدة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد موسكو لن تمر دون تداعيات على دول الاتحاد نفسها، موضحًا أن بعض أعضاء التكتل الأوروبي “سيتأثرون بشكل حساس” بهذه الإجراءات.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في وقت سابق من الشهر الجاري عن الحزمة السابعة عشرة من العقوبات ضد روسيا منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن العمل قد بدأ على صياغة الحزمة الثامنة عشرة.
فرض عقوبات على نحو 100 سفينة
كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت الأسبوع الماضي فرض عقوبات على نحو 100 سفينة إضافية تابعة لما يُعرف بـ”أسطول الظل” الروسي، في خطوة تستهدف تقويض قدرة موسكو على الالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وتشمل العقوبات ناقلات نفط وسفن شحن يُعتقد أنها تُستخدم في تهريب الطاقة الروسية وتصديرها بشكل غير مباشر إلى الأسواق العالمية، وذلك ضمن مساعٍ أوسع لتعزيز الضغط الاقتصادي على الكرملين.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن المملكة المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على ما يصل إلى 100 سفينة متهمة بنقل النفط الروسي، في ظل العقوبات الدولية المفروضة.
وتأتي هذه العقوبات عقب مكالمة تاريخية بين الرئيس الأمريكي والرئيس فلاديمير بوتين، حيث تم الحديث عن بدء روسيا وأوكرانيا مفاوضات لوقف إطلاق النار، إلا أن الكرملين أشار إلى أن العملية ستستغرق وقتًا، وأوضح الرئيس الأمريكي أنه غير مستعد للانضمام إلى أوروبا بفرض عقوبات جديدة للضغط على موسكو.
تصعيد سياسي أم تحوّل استراتيجي؟
وتعكس تصريحات غروشكو استمرار التصعيد في الخطاب الروسي تجاه الغرب، وتحديدًا الاتحاد الأوروبي الذي صعّد من دعمه العسكري والسياسي لكييف، وسط تعثر الجهود الدبلوماسية وانعدام آفاق التسوية على المدى القريب.
ممكن يعجبك: عضو مجلس النواب الأمريكي يطالب بقصف غزة بالأسلحة النووية
ويرى مراقبون أن الاتهامات الروسية المتكررة قد تكون محاولة لتبرير خطوات مستقبلية أكثر حدة في إطار التنافس الجيوسياسي المتصاعد بين موسكو والعواصم الغربية.