جدد الرئيس الفرنسي، اليوم الأربعاء، تأكيد التزام بلاده برؤية حل الدولتين كوسيلة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مشددًا على أن السياسة الفرنسية تجاه قضايا الشرق الأوسط لا تعتمد على أي معايير مزدوجة.

من نفس التصنيف: طهران تؤكد عدم تعليق تخصيب اليورانيوم قبل التوصل لاتفاق نهائي مع واشنطن
جاءت تصريحات ماكرون خلال زيارته لإندونيسيا، حيث عقد مؤتمرًا صحفيًا تناول فيه آخر المستجدات المتعلقة بالموقف الفرنسي من القضية الفلسطينية.
ماكرون يؤكد رغبة فرنسا في حل الدولتين
وأشار ماكرون، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”، إلى أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لتحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة، وأضاف: “الحل السياسي وحده يمكن أن يستعيد السلام ويبني استقرارًا طويل الأمد”، موضحًا أن استمرار العنف والانقسامات لا يمكن أن يؤدي إلى حل مستدام
وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده تميل للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي خطوة قد تثير ردود فعل غاضبة من جانب إسرائيل، وقد تؤدي إلى تعميق الانقسامات داخل المعسكر الغربي بشأن كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني في ظل تصاعد الانتهاكات في قطاع غزة والضفة الغربية.
ماكرون يؤكد رغبة فرنسا في حل الدولتين
إحياء الجهود الدبلوماسية الراكدة
وفي إطار إحياء الجهود الدبلوماسية الراكدة، أعلن ماكرون عن تحرك مشترك بين فرنسا والمملكة العربية السعودية لتنظيم مؤتمر دولي حول الوضع في غزة، سيُعقد في مدينة نيويورك خلال الأسابيع المقبلة.
وأوضح في هذا السياق: “سننظم قريبًا، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، مؤتمرًا حول غزة في نيويورك لإعطاء زخم جديد للاعتراف بالدولة الفلسطينية وحق دولة إسرائيل في العيش بسلام وأمن في هذه المنطقة”
وتهدف فرنسا من خلال هذا المؤتمر، بحسب مراقبين، إلى استعادة دورها في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، في ظل حالة جمود دبلوماسي دولي وانقسام أوروبي حول سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية، خاصة فيما يتعلق بالحرب المستمرة في قطاع غزة، وتوسع الاستيطان في الضفة الغربية، ورفض الحكومة الإسرائيلية التفاوض حول قيام دولة فلسطينية.
من نفس التصنيف: اختراق هاتف سوزي وايلز رئيسة موظفي البيت الأبيض وانتحال شخصيتها
تأتي تصريحات ماكرون في وقت تتزايد فيه الضغوط على الحكومات الغربية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، خصوصًا بعد أن بدأت دول أوروبية مثل إيرلندا وإسبانيا والنرويج باتخاذ خطوات فعلية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما يضع فرنسا أمام اختبار سياسي وأخلاقي في ظل مكانتها الدولية وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن.
ويعتبر المحللون أن توجه باريس للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتنظيم مؤتمر دولي في هذا التوقيت، يعكس رغبة فرنسية في الخروج من دائرة البيانات الدبلوماسية إلى خطوات عملية يمكن أن تسهم في الدفع نحو تسوية عادلة وشاملة للصراع، وتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد واحدة من أعقد الأزمات الجيوسياسية الممتدة لعقود.