دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى عقد قمة ثلاثية تضم دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، بهدف الضغط على موسكو لوقف غزوها المستمر منذ ثلاث سنوات.
مقال مقترح: بعد قرار إلغاء الرسوم الجمركية.. الصين تؤكد عدم وجود رابح في الحرب التجارية
ورفض الرئيس الروسي بوتين دعوات للقاء زيلينسكي في تركيا في وقت سابق من هذا الشهر، حيث أكد الكرملين أن أي اجتماع بين الزعيمين لن يتم إلا بعد التوصل إلى “اتفاق” ما.
وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الأمريكي عن إحباطه من بوتين وزيلينسكي لعدم قدرتهما على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب حتى الآن.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن الجانبين تبادلا هجمات جوية مكثفة في الأسابيع الأخيرة، حيث أطلقت أوكرانيا نحو 300 طائرة مسيرة على روسيا خلال الليل.
قمة ثلاثية مع ترامب وبوتين
قال زيلينسكي في تصريحات للصحفيين يوم الثلاثاء، والتي نُشرت يوم الأربعاء: “إذا لم يكن بوتين مرتاحًا لعقد اجتماع ثنائي، أو إذا أراد الجميع أن يكون الاجتماع ثلاثيًا، فلا مانع لدي.. أنا مستعد لأي صيغة”
كما أشار الزعيم الأوكراني إلى أنه “مستعد” للقاء “ترامب-بوتين-أنا”، داعيًا واشنطن إلى فرض حزمة عقوبات صارمة على موسكو في قطاعيها المصرفي والطاقة.
وقال زيلينسكي: “ننتظر عقوبات من الولايات المتحدة الأمريكية”
فرض عقوبات على موسكو
وأضاف: “أكد ترامب أنه إذا لم تتوقف روسيا، فسيتم فرض عقوبات، وقد ناقشنا معه جانبين رئيسيين: الطاقة والنظام المصرفي، فهل ستتمكن الولايات المتحدة من فرض عقوبات على هذين القطاعين؟ أتمنى ذلك بشدة”
وكان الزعيم الأوكراني قد أعرب سابقًا عن استيائه من واشنطن لعدم إعلانها عن عقوبات جديدة على موسكو بعد رفض روسيا نداءً غربيًا منسقًا لوقف إطلاق النار الفوري.
ترامب يصف بوتين بـ”المجنون”
ووصف ترامب بوتين خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنه “مجنون” بعد أن أسفر وابل من القصف الروسي المكثف عن مقتل 13 شخصًا على الأقل في جميع أنحاء أوكرانيا.
وفي يوم الثلاثاء، واصل ترامب هجومه اللاذع على الزعيم الروسي، حيث كتب على صفحته في موقع “تروث سوشيال”: “ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا تدخلي، لكانت روسيا قد شهدت بالفعل أحداثًا سيئة للغاية.. إنه يلعب بالنار”
روسيا “تحشد” قواتها
على الرغم من أشهر من الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة، لا يبدو أن الجانبين يقتربان من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، والتي اندلعت شرارتها بعد الغزو الروسي في فبراير 2022.
وقُتل عشرات الآلاف، ودُمر جزء كبير من شرق وجنوب أوكرانيا، حيث يسيطر جيش موسكو الآن على حوالي خُمس أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
بعد ساعات من حديث زيلينسكي، شنت أوكرانيا واحدة من أكبر هجمات الطائرات المسيرة على الإطلاق على روسيا، حيث أفاد المسؤولون عن أضرار طفيفة فقط جراء الهجمات.
تعليق الرحلات الجوية بمطار موسكو
وأعلنت سلطات الطيران أن مطارات موسكو الدولية الرئيسية الثلاثة اضطرت إلى تعليق الرحلات الجوية لساعات طوال الليل وسط القصف.
قالت أوكرانيا إن روسيا أطلقت أكثر من 900 طائرة مسيرة خلال الأيام الثلاثة حتى يوم الاثنين، وقُتل 13 مدنيًا في هجمات يوم الأحد، بينهم ثلاثة أطفال.
مقال مقترح: إصابة خمسة أفراد في حادث إطلاق نار بمركز تجاري في الولايات المتحدة
وفي ساحة المعركة، صرّح زيلينسكي بأن روسيا “تحشد” أكثر من 50 ألف جندي على خط المواجهة حول منطقة سومي الحدودية الشمالية الشرقية، حيث سيطر جيش موسكو على عدد من المستوطنات، سعيًا لإنشاء ما أسماه بوتين “منطقة عازلة” داخل الأراضي الأوكرانية.
وأضاف زيلينسكي أيضًا أن أوكرانيا لم تتلقَّ بعد “مذكرة” وعدت بها روسيا بشأن مطالبها بالتوصل إلى اتفاق سلام.
إطالة أمد عملية السلام
واتهمت أوكرانيا روسيا بإطالة أمد عملية السلام بعد أول محادثات مباشرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين مفاوضين من الجانبين في وقت سابق من هذا الشهر في إسطنبول.
ومن المقرر أن يزور زيلينسكي ألمانيا يوم الأربعاء لإجراء محادثات مع المستشار فريدريش ميرز، الذي تعهد بدعم قوي لكييف في حربها ضد روسيا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء إن تفاصيل الجولة الثانية من المفاوضات سيتم الإعلان عنها قريبًا.