أظهرت الصين قوتها هذا الشهر عبر إرسال عدد غير معتاد من سفن البحرية وخفر السواحل في مياه شرق آسيا، وهو ما أثار قلق العديد من العواصم في المنطقة، وفقًا لوثائق أمنية وتصريحات مسؤولين.

مقال مقترح: حماس توافق على اقتراح أمريكي بإطلاق سراح عشرة رهائن مقابل هدنة لمدة 70 يومًا
منذ أوائل مايو، قامت الصين بنشر أساطيل أكبر من المعتاد، بما في ذلك السفن التابعة للبحرية وخفر السواحل وسفن أخرى بالقرب من تايوان والجزر اليابانية الجنوبية وبحر الصين الشرقي والجنوبي، وذلك وفقًا لثلاثة مسؤولين أمنيين إقليميين ووثائق تتعلق بالأنشطة العسكرية الإقليمية التي اطلعت عليها رويترز.
من نفس التصنيف: تسلا تواجه خسائر تصل إلى 49% في أبريل نتيجة مواقف إيلون ماسك
نشر أسطول بري
على سبيل المثال، في 21 و27 مايو، قامت الصين بنشر حوالي 60 سفينة وأكثر من 70 سفينة على التوالي، حيث كانت ثلاثة أرباعها من السفن البحرية، وذلك وفقًا للوثائق، وشملت هذه السفن فرقاطات صواريخ موجهة ومدمرات وقوارب خفر السواحل.
كما أرسلت بكين مجموعتين من حاملات الطائرات، حيث تتواجد حاملة الطائرات شاندونغ حاليًا في الممر المائي المزدحم ببحر الصين الجنوبي، بينما تتمركز حاملة الطائرات لياونينغ قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لتايوان، وذلك وفقًا للوثائق.
قال مسؤول أمني: “إنهم يمارسون ضغوطًا على كامل سلسلة الجزر الأولى وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي العالمي”، ويشير ذلك إلى المياه التي تمتد من اليابان عبر تايوان والفلبين وصولًا إلى بورنيو، والتي تحيط بالبحار المحيطة بساحل الصين.
الصين تفرض هيمنتها
قال المصدر: “إنهم يحاولون تعزيز هيمنتهم”، مضيفًا أن مناورات هذا الشهر التي أجرتها حاملة الطائرات لياونينغ، أقدم حاملات الطائرات الصينية الثلاث، قامت بمحاكاة هجمات على سفن وطائرات أجنبية حول بحر الصين الشرقي والبحر الأصفر.
وأضاف مصدر ثانٍ، طلب عدم الكشف عن هويته، مشيرًا إلى حساسية تقييم الاستخبارات، أن هناك تكثيفًا “واضحًا” للوجود البحري الصيني هذا الشهر، حيث قال: “من الواضح أن الصين تريد أن تُظهر أن هذه مياهها الإقليمية، وأنها تستطيع العمل متى وأينما تشاء”.
تدريبات بالذخيرة الحية
على مدار الأسبوعين الماضيين، أعلنت الصين عن عدة مناطق تدريب بالذخيرة الحية قبالة سواحلها، بما في ذلك منطقة مواجهة مباشرة لجنوب غرب تايوان الأسبوع الماضي.
يوم الأربعاء الماضي، عرض التلفزيون الرسمي الصيني صورًا لتدريبات برمائية في مقاطعة فوجيان الجنوبية، التي تقع عبر المضيق من تايوان، ولكنه لم يحدد موقعها بدقة.
هذا الأسبوع، تتابع اليابان حاملة الطائرات لياونينغ والسفن الحربية المرافقة لها عبر الجزر اليابانية الجنوبية وصولًا إلى غرب المحيط الهادئ.
صرح كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، بأن الصين تسعى على ما يبدو إلى تحسين قدرتها على العمل بعيدًا عن الساحل الصيني.
قال للصحفيين يوم الأربعاء: “تعتزم الحكومة اليابانية مراقبة التحركات ذات الصلة عن كثب وبذل قصارى جهدها في القيام بأنشطة الرصد والمراقبة”.
وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، إن أنشطة السفن تتماشى مع القانون الدولي والممارسات الدولية، وعلى اليابان “النظر إليها بموضوعية وعقلانية”.
واصلت الصين مواجهتها مع الفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث حثت وزارة خارجيتها الفلبين يوم الجمعة على التوقف فورًا عن “التعدي والاستفزاز”.
صرح المتحدث باسم البحرية الفلبينية لشؤون بحر الصين الجنوبي، الأدميرال روي فنسنت ترينيداد، لرويترز بأن “الوجود غير القانوني” للصين في المناطق البحرية لدول جنوب شرق آسيا “يُزعزع السلام في المنطقة ويتعارض مع تصريحاتها عن “صعودها السلمي”.
يتزامن تصاعد النشاط العسكري الصيني مع احتفال الرئيس التايواني لاي تشينغ تي هذا الشهر بالذكرى السنوية الأولى لتوليه منصبه.
نفذت الصين ثلاث جولات رئيسية من المناورات الحربية منذ تنصيب لاي، الذي تصفه بـ”الانفصالي”.
يوم الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أن حاملة الطائرات لياونينغ كانت قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للجزيرة، مضيفةً أن تايوان سترفع جاهزيتها القتالية بما يتماشى مع مستوى التهديد.