تشمل شروط الرئيس فلاديمير بوتين لإنهاء النزاع في أوكرانيا ضرورة تعهد القادة الغربيين كتابيًا بوقف توسع الناتو شرقًا، بالإضافة إلى رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على روسيا، وذلك وفقًا لثلاثة مصادر روسية مطلعة على سير المفاوضات.

مقال مقترح: «الفارس الشجاع 3» يكشف عن سرقة إسرائيل لـ 23 شاحنة مساعدات إنسانية في الإمارات
أعنف صراع أوروبي
وقد صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عدة مناسبات برغبته في إنهاء هذا الصراع الذي يعد الأعنف في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأظهر في الآونة الأخيرة إحباطًا متزايدًا تجاه بوتين، محذرًا من أن الزعيم الروسي “يلعب بالنار” برفضه الانخراط في محادثات لوقف إطلاق النار مع كييف، وذلك في الوقت الذي تحقق فيه قواته مكاسب في ساحة المعركة.
مذكرة تفاهم
بعد محادثة استمرت لأكثر من ساعتين مع ترامب الأسبوع الماضي، أشار بوتين إلى استعداده للعمل مع أوكرانيا على مذكرة تفاهم من شأنها تحديد معالم اتفاق سلام، بما في ذلك توقيت وقف إطلاق النار، وتؤكد روسيا أنها تعمل حاليًا على صياغة نسختها الخاصة من المذكرة، دون أن تتمكن من تقدير المدة اللازمة لذلك.
من نفس التصنيف: الأردن يبدأ في منع استقدام العمالة غير الأردنية اعتبارًا من اليوم
كما اتهمت كييف والحكومات الأوروبية موسكو بالمماطلة في الوقت الذي تتقدم فيه قواتها في شرق أوكرانيا.
بوتين مستعد للسلام.. بشرط تعهد كتابي بوقف توسع الناتو
قال مصدر روسي رفيع المستوى مطلع على تفكير الكرملين، وفضل عدم ذكر اسمه: “بوتين مستعد للسلام، ولكن ليس بأي ثمن”
- وقف توسيع حلف الناتو
وأضافت المصادر الثلاثة أن بوتين يسعى للحصول على تعهد “كتابي” من القوى الغربية الكبرى بعدم توسيع حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة شرقًا، مما يعني استبعاد انضمام أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة.
- رفع بعض العقوبات الغربية
كما ترغب روسيا في أن تكون أوكرانيا محايدة، وأن تُرفع بعض العقوبات الغربية، وأن تُحل قضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، بالإضافة إلى توفير الحماية للمتحدثين باللغة الروسية في أوكرانيا.
وأشار المصدر الأول إلى أنه إذا أدرك بوتين عدم قدرته على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه، فسيسعى من خلال الانتصارات العسكرية لإظهار للأوكرانيين والأوروبيين أن “السلام غدًا سيكون أكثر إيلامًا”.
اتفاق سلام يجب أن يعالج “الأسباب الجذرية” للصراع
وقد أكد بوتين والمسؤولون الروس مرارًا أن أي اتفاق سلام يجب أن يتناول “الأسباب الجذرية” للصراع، وهو تعبير روسي يشير إلى قضية توسع الناتو والدعم الغربي لأوكرانيا.
وقد أكدت كييف أنها لن تمنح روسيا حق النقض على تطلعاتها للانضمام إلى حلف الناتو، مشيرة إلى حاجتها إلى ضمانات أمنية قوية من الغرب لردع أي هجوم روسي في المستقبل.
سياسة “الباب المفتوح”
كما أشار حلف الناتو سابقًا إلى أنه لن يغير سياسة “الباب المفتوح” بناءً على طلب موسكو، ولم يرد متحدث باسم الحلف، الذي يضم 32 عضوًا، على استفسارات رويترز.
في فبراير 2022، أمر بوتين بدخول عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا بعد سنوات من القتال في شرق البلاد بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية.
تسيطر روسيا حاليًا على ما يقل قليلاً عن خُمس مساحة أوكرانيا، ورغم تسارع التقدم الروسي في العام الماضي، إلا أن الحرب تتسبب في خسائر فادحة لكل من روسيا وأوكرانيا من حيث الأرواح والإنفاق العسكري.
في يناير، أفادت رويترز بأن بوتين يشعر بقلق متزايد إزاء التحديات الاقتصادية التي يواجهها الاقتصاد الروسي في زمن الحرب، بما في ذلك نقص العمالة وارتفاع أسعار الفائدة للحد من التضخم، كما انخفض سعر النفط، وهو ركيزة الاقتصاد الروسي، بشكل مستمر هذا العام.