إيران تشير إلى إمكانية السماح لمفتشين أمريكيين بزيارة مواقعها النووية إذا تم التوصل لاتفاق

في ظل الأحاديث المتزايدة حول إمكانية التوصل إلى “إعلان مبادئ” بين الولايات المتحدة وإيران خلال جولات التفاوض المقبلة بشأن البرنامج النووي الإيراني، كشفت طهران عن استعداد مشروط للسماح لمفتشين أمريكيين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مواقعها النووية، وهذا يمثل تطورًا ملحوظًا في موقفها التفاوضي.

إيران تشير إلى إمكانية السماح لمفتشين أمريكيين بزيارة مواقعها النووية إذا تم التوصل لاتفاق
إيران تشير إلى إمكانية السماح لمفتشين أمريكيين بزيارة مواقعها النووية إذا تم التوصل لاتفاق

إذ أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الأربعاء، أن بلاده قد توافق على دخول مفتشين أمريكيين يعملون لدى الوكالة الدولية إلى منشآتها النووية، بشرط أن تسفر المفاوضات الجارية مع واشنطن عن نتائج إيجابية تؤدي إلى اتفاق نووي جديد.

 

إيران تلوح بالسماح لمفتشين أمريكيين بزيارة مواقعها النووية

وقال إسلامي، في تصريحات أدلى بها عقب اجتماع لمجلس الوزراء، ونقلتها وكالة “رويترز”:
“من الطبيعي ألا يُسمح للمفتشين من الدول المعادية بالدخول إلى مواقعنا، لكن إذا تم التوصل إلى اتفاق، فقد نمنح المفتشين الأمريكيين العاملين لدى الوكالة الذرية حق الزيارة”

وتابع إسلامي قائلاً إن “الوكالة الدولية للطاقة الذرية تنفذ في إيران أشدّ عمليات التفتيش على مستوى العالم”، مضيفاً أن طهران قدّمت أقصى ما يمكن من التنازلات من أجل بناء الثقة.

وأوضح أن “قدرات صناعتنا النووية لا تمثل سوى 3% من إجمالي القدرات النووية العالمية، ورغم ذلك فإن 25% من تفتيشات الوكالة الذرية تجرى في إيران”
وأشار إلى أن بلاده تتعرض لمعدل تفتيش يتجاوز المعدل العالمي بـ12 ضعفًا، مؤكداً: “لا أعتقد أن هناك جهة أخرى في العالم تتعرض لهذا الكم من الضغوط والتفتيش مثلنا”

إيران تلوح بالسماح لمفتشين أمريكيين بزيارة مواقعها النووية

تفاهم مؤقت قيد الدراسة

في غضون ذلك، أفادت مصادر أمريكية بأن المبعوث الأميركي للملف النووي الإيراني، ستيف ويتكوف، يدرس مقترحات للتوصل إلى اتفاق محتمل مع طهران، رغم أنها قد لا تلقى قبولاً من جانب إسرائيل أو بعض أعضاء الكونغرس الأميركي من التيار المتشدد.

وأشارت المصادر إلى أن ويتكوف أبدى مرونة غير مسبوقة، متخليًا عن اعتراضاته السابقة بشأن التوصل إلى “تفاهم مؤقت” يشكل قاعدة لاتفاق نهائي وشامل حول البرنامج النووي الإيراني.

وكانت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران قد انطلقت في 12 أبريل الماضي، بوساطة سلطنة عمان، وقد عُقدت حتى الآن خمس جولات من التفاوض، وُصفت من قبل المشاركين بأنها إيجابية، رغم التحديات الجوهرية التي ما زالت عالقة.

 

عقدة التخصيب

إحدى أبرز العقبات التي لا تزال تعترض طريق التفاهم بين الطرفين هي مسألة تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية، ففي الوقت الذي تصر فيه واشنطن على منع إيران من القيام بأي عمليات تخصيب داخل حدودها، ترفض طهران هذا الشرط بشكل قاطع، وتعتبره مساساً بسيادتها وحقها في تطوير برنامج نووي سلمي.

ويأتي هذا التوتر المتجدد في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي يُنهي الأزمة النووية ويمنع اندلاع مواجهة عسكرية جديدة في المنطقة، لا سيما في ظل التحذيرات الإسرائيلية المتكررة من تجاوز طهران للخطوط الحمراء المتعلقة بقدرتها على إنتاج سلاح نووي.

 

رسائل متبادلة

وتُعد تصريحات محمد إسلامي بمثابة رسالة طمأنة مشروطة إلى المجتمع الدولي، تفيد بأن إيران لا تمانع التعاون الكامل مع الوكالة الذرية، بما في ذلك استقبال مفتشين من دول تعتبرها تقليديًا “عدائية”، إذا ما تحقق اتفاق يحفظ مصالحها الوطنية ويضمن رفع العقوبات عنها.

في المقابل، تُظهر المؤشرات أن الإدارة الأميركية باتت أكثر انفتاحًا على صيغة “التفاهم المرحلي” مع إيران، كحل وسط لتفادي انهيار المسار التفاوضي، رغم الانتقادات المتوقعة من بعض الحلفاء الإقليميين.

إيران تلوح بالسماح لمفتشين أمريكيين بزيارة مواقعها النووية

مستقبل الاتفاق النووي

ولا يزال مصير المفاوضات النووية مرهونًا بمدى قدرة الطرفين على تجاوز العقبات التقنية والسياسية، والتوصل إلى صيغة تضمن الشفافية الدولية، وتحفظ لإيران في الوقت نفسه حقها في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وفي ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة، والخلافات الداخلية في كلا البلدين، يبقى من غير المؤكد ما إذا كانت الخطوات التصالحية المعلنة ستُترجم إلى اتفاق فعلي على الأرض، أم ستظل في إطار التصريحات الإعلامية والتكتيك الدبلوماسي.