منقذو جثث الغرقى في قنا يشاركون تفاصيل مرعبة عن الجثث في نهر النيل

“الحق أجري يا واد في جثة طافية على المياه”.. بهذه الكلمات يطلق منقذو جثث الغرقى في نهر النيل من مختلف قرى ومراكز محافظة قنا التسعة صافرات إنذار، لإنقاذ الجثث وإكرامها، خاصة أن هناك جثثًا تُكتشف في حالة مزرية للغاية
.

منقذو جثث الغرقى في قنا يشاركون تفاصيل مرعبة عن الجثث في نهر النيل
منقذو جثث الغرقى في قنا يشاركون تفاصيل مرعبة عن الجثث في نهر النيل

تقدم لكم “نيوز رووم” في هذه السطور قصصًا مرعبة عن الجثث التي تم العثور عليها في نهر النيل، وكيفية إنقاذها وانتشالها لتسليمها لذويها ودفنها.

جثث متحللة في النهر

قال جابر محمود عباس، أحد منقذي جثث الغرقى في قرى مركز نقادة غرب قنا، إننا نصادف الجثث أثناء الصيد، وعندما أراها أبلغ الشرطة على الفور لأساعد في استخراجها، وأكون متطوعًا في مشرحة مستشفى نقادة، حيث أعمل بجانب الطبيب الشرعي أثناء التشريح، وهناك من يقوم بتنظيف الجثة وتجهيزها لتكون في انتظار الطبيب الشرعي.

وأضاف أن أصعب الجثث التي صادفها كانت لطفل موجود في كيس، ويبدو أنه تعرض لواقعة مؤسفة، حيث تم إلقاؤه في مكان قديم، وقد أكلته الديدان، ورائحتها كانت لا تُحتمل، فقمت بفتح الثلاجة ووضعها في أحد الأدراج، ثم شغلت شفاطات المشرحة، وبعدها استخدمت البخور لتخفيف الرائحة.

وأكد أنه اعتاد على هذا العمل منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، حيث كانت أول مرة يرى فيها جثة في النهر، وكان الأمر صعبًا للغاية، ولكن بعد ذلك وجد رؤية جعلته يتطوع في هذا المجال، خاصة أن الكثير يعتبرون ستر المتوفى من الأعمال الصالحة، فالصعيد له تقاليد صعبة جدًا في دفن الموتى والعثور على الجثث.

وأشار إلى أن الجثث أحيانًا تكون عالقة في قاع النهر بين الأشجار أو الحشائش، مما يتطلب جهدًا كبيرًا لانتشالها، وقد واجهنا هذا الأمر كثيرًا، خاصة مع الأطفال.

ستر الجثة نعمة من الله

قال العم فرج الديب، أحد الصيادين المتطوعين لإنقاذ جثث الغرقى، إننا نجد الجثث طافية على سطح المياه وأحيانًا في القاع، ونعمل مع قوات الإنقاذ يدًا بيد لاستخراج الجثث وسترها، خاصة أن هناك بعض الجثث تظهر عليها آثار شنيعة، مثل المحروق والمشنوق والمصاب بطعنات قاتلة، إضافة إلى جثث أطفال وسيدات تحمل آثارًا صعبة.

وأشار إلى أن قاع النيل يحرسه الجان، وهو أمر حقيقي، لكننا نعرف كيفية التعامل معه، وصعب جدًا أن يؤذي الجان من لديه عهد معه، وهنا طقوس خاصة نقوم بها للحفاظ على أنفسنا عند النزول إلى النهر.

ونوه إلى أن ستر الجثث الغرقى أمر مهم جدًا، فنحن نشهد باستمرار مشاهد صعبة لأهالي الجثث وهم يطلبون منا إنقاذ جثثهم أو حتى قطعة منها للدفن،.