بسيمة.. قصة كفاح من الفجر حتى الغروب ضحيت بشبابي ورزقني الله بالتعويض

تحملت بسيمة منذ طفولتها مسؤولية كبيرة، إذ كانت فردًا عاملاً من أجل أسرتها المكونة من ثمانية أفراد، وبما أنها الكبرى، شاركت والديها في الإنفاق على إخوتها، اعتادت منذ الصغر على الاستيقاظ فجرًا، والكد طوال ساعات النهار، والشقاء في المنزل والحقول الزراعية التي عملت بها باليومية.

بسيمة.. قصة كفاح من الفجر حتى الغروب ضحيت بشبابي ورزقني الله بالتعويض
بسيمة.. قصة كفاح من الفجر حتى الغروب ضحيت بشبابي ورزقني الله بالتعويض

استمرت في العمل الجاد حتى أصبحت شابة، ولم تتخلَ عن عباءة المسؤولية، بل استمرت في مساعدة أسرتها، وجهزت شوارها استعدادًا للزواج، وانتقلت إلى منزل الزوجية بعد أن تمت خطبتها لرجل فلاح بسيط، لتبدأ حياة جديدة مع زوجها وأبنائه من زوجة سابقة.

وجدت نفسها في بيت يضم أطفالًا وزوجًا بحاجة إلى دعم مادي، وأمام هذه المطالب، أخذت على عاتقها عهداً بأن تواصل عملها كعاملة باليومية في الحقول، فكانت تخرج فجرًا وتعود ظهراً، ثم تتابع عملها في المنزل ورعاية حقلها الخاص وطيورها ومواشيها.

بعد مرور أكثر من عشرين عامًا من العمل والكفاح، أصبحت مقاول أنفار ذات سمعة قوية، وتفخر بتوفير فرص عمل للسيدات بمقابل يومي لكل سيدة، استطاعت نسيمة أن تفتح بيتًا تقيم فيه مع أسرتها وزوجها وابنها، ولديها اثنان، أحدهما ابن زوجها، وبنت لها منزلاً كبيرًا يضم الجميع، كحصاد شقائها في الحقول الزراعية.

بعد مرور أكثر من عقدين، تقف على أعتاب الزمن، فخورة بما حققته من كدها، وما زالت تكافح وتعمل بجد، فالراحة بالنسبة لها تعني التعب والشقاء من أجل لقمة عيش حلال.