الإمارات تستدعي سفير إسرائيل وتدين اقتحام الأقصى وتؤكد عدم التسامح مع التحريض والانتهاكات
في خطوة دبلوماسية قوية، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، يوم الأربعاء، السفير الإسرائيلي في أبوظبي، لتبلغه احتجاجها الرسمي وإدانتها القوية للانتهاكات المتكررة والممارسات التحريضية التي استهدفت المسجد الأقصى والحي الإسلامي في القدس الشرقية المحتلة.

مقال له علاقة: بدعم من أمريكا، الجيش اللبناني يحقق نجاحاً في نزع سلاح حزب الله بالجنوب
وأكدت الخارجية الإماراتية في بيانها، الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية “وام”، أن هذه الاعتداءات تمثل “استفزازاً وتحريضاً خطيراً ضد المسلمين، وانتهاكاً صارخاً لقدسية المدينة”، في إشارة إلى الأحداث المؤسفة التي شهدتها باحات المسجد الأقصى في الأيام الأخيرة.
حملة ممنهجة تُهدد الاستقرار الإقليمي
أوضحت الوزارة أن الاعتداءات المتكررة من قبل متطرفين إسرائيليين، وما يصاحبها من شعارات عنصرية ودعوات للعنف، تشكل حملة منظمة لا تستهدف الفلسطينيين فحسب، بل تمثل تهديداً مباشراً للسلم الدولي، مشددة على أن هذه الممارسات تزيد من التوترات في وقت يحتاج فيه العالم إلى تكثيف الجهود لوقف النزيف الإنساني في قطاع غزة.
وطالبت الإمارات الحكومة الإسرائيلية بتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الأفعال، وإدانتها علناً، ومعاقبة المتسببين بها، بما في ذلك المسؤولين الحكوميين والوزراء الذين يشاركون أو يشجعون على هذه الانتهاكات.
احترام دور الأردن في رعاية المقدسات
وشدد البيان على ضرورة احترام الدور الأردني في الإشراف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وفقاً للوضع التاريخي والقانون الدولي، مشيراً إلى أن إدارة أوقاف القدس والمناطق المحيطة بالحرم الشريف يجب أن تظل بعيدة عن أي تدخل سياسي أو عسكري.
مقال مقترح: ترامب يراهن على تقليص نفوذ إيران في سوريا والتطبيع مع إسرائيل بعد رفع العقوبات
وأكدت الوزارة رفضها القاطع لاستخدام المدينة المقدسة كمنصة لأجندات التطرف والعنف، محذرة من أن أي تقاعس في اتخاذ موقف واضح ضد هذه الانتهاكات سيُفهم على أنه موافقة ضمنية تُسهم في تعميق الكراهية والفوضى في المنطقة.
تصريحات بن جفير و”مسيرة الأعلام” تزيد الاحتقان
في السياق ذاته، شهدت باحات المسجد الأقصى يوم الاثنين اقتحاماً واسعاً قاده وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير برفقة مئات المستوطنين في إطار ما يُعرف بـ”مسيرة الأعلام”، التي نُظّمت بمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية عام 1967.
وردد المشاركون في المسيرة شعارات عنصرية، من بينها “الموت للعرب” و”لا مساعدات لغزة”، بينما أفادت وكالة “وفا” الفلسطينية بأنهم اعتدوا على سكان القدس ومحالهم التجارية، كما اقتحموا مقر وكالة “الأونروا” في حي الشيخ جراح ورفعوا أعلاماً وشعارات تطالب بالسيطرة عليه.
وألقى بن جفير خطاباً تحريضياً أمام آلاف المشاركين، أعلن فيه معارضته إدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة، قائلاً: “أعداؤنا لا يستحقون سوى رصاصة في الرأس”، مضيفًا: “سندخل غزة وننتصر”، في خطاب أثار موجة استنكار دولية واسعة