في لحظة تاريخية تُختتم فيها فعاليات الموسم الكروي المصري، يقف النادي الأهلي عند مفترق طرق حاسم، حيث لا تقتصر تحديات المارد الأحمر على المباراة الأخيرة أمام فاركو في الدوري الممتاز فقط، بل تمتد إلى سلسلة من القرارات المصيرية التي ستُشكل مستقبل الفريق في الفترة القادمة.

ممكن يعجبك: صلاح يشارك لحظاته المؤثرة وأمله في الفوز بالكرة الذهبية
وفي الوقت الذي يحتاج فيه الأهلي إلى الفوز فقط لضمان لقب الدوري الـ45 في سجله، تُخفي كواليس النادي تحركات مكثفة لحسم ملفات شائكة تتراوح بين التعاقدات والجهاز الفني، وسط تحذيرات من عاصفة جماهيرية قد تُطيح ببعض القرارات الإدارية بعد أزمة انسحاب الفريق من مواجهة الزمالك الأخيرة.
ريفيرو يقود سفينة الأهلي
تتجه أنظار الجماهير نحو الجهاز الفني للفريق الأول بعد إتمام التعاقد مع المدرب الإسباني خوسيه ريفيرو، الذي سيصل إلى القاهرة برفقة طاقم أجنبي كامل يضم أربعة مساعدين بينهم مدرب مساعد، محلل أداء، مدرب أحمال، ومدرب خاص لحراس المرمى، هذا التغيير الجذري في القيادة الفنية يعني نهاية حقبة ناجحة للبلجيكي ميشيل يانكون، مدرب حراس المرمى الذي قضى ستة أعوام في خدمة النادي، حيث يصر ريفيرو على جلب طاقمه الخاص دون استثناءات.
وفي سياق متصل، يظل مصير عماد النحاس، المدرب المؤقت الذي نجح في استعادة الاستقرار للفريق بعد الخروج المبكر من دوري أبطال أفريقيا، معلقًا بين عدة خيارات، فبينما يُشيد الجميع بأدائه خلال الفترة الماضية، لم تُحسم بعد هويته في الفريق سواء كمدرب ضمن الجهاز الفني الجديد أو في منصب إداري مثل مدير الكرة، وتشير مصادر مقربة من النادي إلى أن القرار النهائي سيُتخذ مباشرة بعد نهاية لقاء فاركو، حيث ستُجرى تقييمات نهائية لأدائه قبل الإعلان عن أي خطوة.
صفقات الصيف تريزيجيه وبن رمضان في القائمة
أما على صعيد حركة الانتقالات، فقد أعدت إدارة الكرة بالأهلي قائمة تضم مجموعة من الأسماء الكبيرة التي سيُعلن عنها رسميًا فور انتهاء مباراة فاركو، في محاولة للحفاظ على تركيز اللاعبين حتى اللحظة الأخيرة من المنافسة على اللقب، وتتصدر هذه القائمة كل من النجم الدولي محمود حسن تريزيجيه، والمهاجم التونسي محمد علي بن رمضان، بالإضافة إلى الحارس المغربي محمد سيحا، بينما تمتد القائمة لتشمل استعارة لاعب الوسط حمدي فتحي لمدة شهر واحد.
لكن المفاجأة الأكبر تكمن في التعزيزات الدفاعية، حيث كشفت مصادر داخل النادي عن عودة المدافع أحمد رمضان “بيكهام” إلى صفوف الفريق، بالإضافة إلى مفاوضات متقدمة مع نادي فاركو لضم المدافع الشاب ياسين مرعي، الذي يُعتبر أحد أهم المواهب في مركز قلب الدفاع حاليًا، كما دخل الأهلي في مناقشات مكثفة مع نادي زد الإماراتي لإنهاء انتقال مصطفى العش بشكل نهائي بعد انتهاء فترة إعارته، في صفقة يُتوقع أن تُدر ملايين الدولارات على خزينة النادي.
ولا تغيب عن المشهد أزمة اللاعبين المعارين العائدين بنهاية الموسم، وعلى رأسهم السنغالي أليو ديانج والمصري أحمد عبدالقادر، حيث تُجرى تقييمات فنية دقيقة لتحديد ما إذا كانا سيبقيان مع الفريق أو سيتم تسويقهما خلال فترة الانتقالات الصيفية.
هل تتحول أزمة الزمالك إلى هجوم على الإدارة؟
ورغم كل هذه التحضيرات، تظل أزمة انسحاب الأهلي من مباراة الزمالك الأخيرة في الدوري الممتاز، والتي انتهت بخسارة الفريق بنتيجة 3-0 بسبب عدم الحضور، بمثابة قنبلة موقوتة تهدد بزعزعة استقرار النادي، فقد بدأت بوادر غضب جماهيري تظهر بقوة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يطالب الآلاف من مشجعي المارد الأحمر بإجراءات واضحة من مجلس الإدارة، سواء في شكل اعتذار رسمي أو تفسيرات تفصيلية حول القرار الذي أثر بشكل مباشر على المنافسة على اللقب.
وتشير معلومات حصرية إلى أن جماهير الأهلي قد تشن هجومًا واسعًا على المسؤولين في حال لم يتم تهدئة الأجواء سريعًا، خاصة مع تصاعد الحديث عن “إهدار مبادئ المنافسة الشريفة” بسبب هذا القرار، ومن المتوقع أن تتحول المدرجات إلى ساحة احتجاج في حال لم تتخذ الإدارة خطوات جادة لامتصاص الغضب الجماهيري، وهو ما قد يُعقد المشهد الداخلي للنادي في وقت يحتاج فيه إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى.
مقال له علاقة: بركات: ضغط المباريات وتأجيل نهائي الكأس يؤثران على بيراميدز
ساعة الصفر تقترب
مع اقتراب ساعة الصفر، يجد النادي الأهلي نفسه أمام تحديات متشابكة تمتد من أرض الملعب إلى غرف الاجتماعات الإدارية، فبينما يُقاتل اللاعبون من أجل لقب الدوري الـ45، تُعد الإدارة العليا لسلسلة قرارات مصيرية ستحدد ملامح الفريق في الموسم المقبل، لكن الخطر الأكبر يكمن في الغضب الجماهيري الذي قد يتحول إلى بركان لا يُمكن السيطرة عليه إذا لم يتم التعامل مع أزمة الزمالك بحكمة وشفافية.
فهل ينجح الأهلي في اجتياز هذه العاصفة بسلام؟ أم أن الجماهير ستُعلن الحرب على القيادة الحالية؟ الإجابة ستكون واضحة بعد صافرة نهاية مباراة فاركو، التي قد تكون بداية لفصل جديد في تاريخ النادي العريق، إما نحو المجد أو نحو أزمات غير مسبوقة.