في خطوة قد تساهم في استئناف المفاوضات التي توقفت لعدة أشهر، أعلن رئيس الوفد الروسي في المحادثات مع أوكرانيا، فلاديمير ميدينسكي، اليوم الأربعاء، أنه قام بالاتصال المباشر بوزير الدفاع الأوكراني رستم عميروف، مقترحًا موعدًا ومكانًا محددين لعقد جولة جديدة من المفاوضات الثنائية.

مقال مقترح: 300 كاتب فرنسي يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية
مبادرة روسية جديدة
وفي بيان رسمي، أوضح ميدينسكي: “قرأت أنباءً تشير إلى أن وزير الدفاع الأوكراني هو من تواصل معي بشأن مذكرة لم ننجزها بعد، لكن الحقيقة هي أنني من بادر بالاتصال، وقد اقترحت تاريخًا ومكانًا واضحين لعقد اجتماع لبحث بنود اتفاقية وقف إطلاق النار الشامل”
وأضاف ميدينسكي أن موسكو مستعدة لبدء مناقشات جوهرية وهادفة حول جميع بنود الاتفاق، مؤكدًا أن “الجانب الأوكراني طلب وقتًا للتشاور، ونحن ننتظر الرد في أقرب وقت ممكن، ومستعدون لعقد اللقاء خلال الأيام القليلة المقبلة”.
إسطنبول محطة أولى.. فهل تعود مجددًا؟
يأتي هذا التطور بعد أسابيع قليلة من عقد الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين الجانبين في مدينة إسطنبول التركية يوم 16 مايو الجاري، وهي الجولة التي جاءت بعد دعوة مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 11 مايو لاستئناف العملية التفاوضية.
وتجاوبت كييف مع هذه الدعوة عقب تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي دعا إلى القبول الفوري بمبادرة بوتين، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى التراجع عن شرطه السابق بضرورة وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا قبل بدء أي مفاوضات.
اتفاق مبدئي على تبادل الأسرى ورؤية لوقف النار
وقد أسفرت نتائج الجولة السابقة عن تفاهم مبدئي لتبادل الأسرى بصيغة “1000 مقابل 1000″، مع التزام الجانبين بصياغة رؤيتهما لوقف إطلاق النار بشكل تفصيلي، على أن تُستأنف المفاوضات لاحقًا.
اقرأ كمان: وفد أمريكي يزور معبر رفح ويثني على جهود مصر في تهدئة الأوضاع بغزة
وعبر الوفد الروسي بعد الاجتماع عن ارتياحه لما تم التوصل إليه من تفاهمات أولية، رغم استمرار الخلافات حول بعض القضايا الجوهرية مثل مستقبل الأراضي التي تسيطر عليها موسكو ومطالب كييف بالانسحاب الكامل.
ترقب دولي واستعدادات لخطوة جديدة
يأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف نزيف الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، حيث تتزامن جهود التهدئة مع تصعيد ميداني ملحوظ في عدة جبهات، أبرزها شرق أوكرانيا.
ورغم التحفظ الأوكراني الظاهر، إلا أن الإعلان الروسي عن جاهزيتها لعقد لقاء مباشر يشير إلى سعي موسكو لتكريس مسار دبلوماسي موازٍ للمعارك، وسط ضغوط متزايدة لإنهاء النزاع الذي خلف مئات الآلاف من الضحايا ودمارًا هائلًا في البنية التحتية.